و قوله وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ
عَدُوًّا- شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ- يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً يعني ما بعث الله نبيا إلا و في أمته شياطين
الإنس و الجن- يوحي بعضهم إلى بعض- أي يقول بعضهم لبعض لا تؤمنوا بزخرف القول
غرورا[1] فهذا وحي
كذب،
و قوله وَ لِتَصْغى
إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ تصغى إليه أي يستمع
لقوله المنافقون- و يرضونه بألسنتهم و لا يؤمنون بقلوبهم وَ لِيَقْتَرِفُوا أي ينتظروا ما هُمْ
مُقْتَرِفُونَ ثم قال قل لهم يا محمد أَ فَغَيْرَ اللَّهِ
أَبْتَغِي حَكَماً- وَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا يعني يفصل بين
الحق و الباطل و قوله وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا- لا
مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
[1]. لا يخفى أن كلام الشياطين و إيحاء بعضهم إلى
بعض هو زخرف القول لأنه مفعول« يُوحِي» لا أن الشياطين جعلوا كلام
النبي مزخرفاً كما هو الظاهر من عبارة المصنف و أظن أنه لأجل تصحيف في العبارة و
كذا العبارة الآتية في شرح قوله تعالى« لِتَصْغى إِلَيْهِ
أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» لأنه لا معنى لاستماع
المنافقين لقول الشياطين ثم إرضائهم بمجرد اللسان دون الجنان و الحال أن المنافقين
شأنهم أن يؤمنوا بوحي الشياطين قلباً لا لساناً فهو بالعكس. ج. ز