responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 206

أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‌ لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ‌ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ الْتَفَتَ- فَرَأَى رَجُلًا يَزْنِي فَدَعَا عَلَيْهِ فَمَاتَ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ فَمَاتَ- ثُمَّ رَأَى ثَالِثَةً فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَمَاتُوا، فَأَوْحَى اللَّهُ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّ دَعْوَتَكَ مُسْتَجَابَةٌ- فَلَا تَدْعُ عَلَى عِبَادِي فَإِنِّي لَوْ شِئْتُ لَمْ أَخْلُقْهُمْ، إِنِّي خَلَقْتُ خَلْقِي عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ، صِنْفٌ يَعْبُدُونِّي وَ لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً فَأُثِيبُهُ، وَ صِنْفٌ يَعْبُدُونَ غَيْرِي فَلَيْسَ يَفُوتُنِي، وَ صِنْفٌ يَعْبُدُونَ غَيْرِي- فَأُخْرِجُ مِنْ صُلْبِهِ مَنْ يَعْبُدُنِي‌

، و أما قوله‌ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‌ كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي- فَلَمَّا أَفَلَ‌ أي غاب‌ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ‌

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‌ إِنَّ آزَرَ[1] أَبَا إِبْرَاهِيمَ كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أَرَى فِي حِسَابِ النُّجُومِ أَنَّ هَذَا الزَّمَانَ يُحْدِثُ رَجُلًا- فَيَنْسَخُ هَذَا الدِّينَ وَ يَدْعُو إِلَى دِينٍ آخَرَ، فَقَالَ نُمْرُودُ فِي أَيِّ بِلَادٍ يَكُونُ قَالَ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ، وَ كَانَ مَنْزِلُ نُمْرُودَ بكوني [بِكُوثَى‌] ربا [رُبَى‌] [كوثى ريا]


[1]. لَا يَخْفَى أَنَّهُ قَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي وَالِدِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ‌« وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ» وَ ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اسْمَ وَالِدِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هُوَ آزَرُ. وَ قَالَ الزَّجَّاجُ لَا خِلَافَ بَيْنَ النَّسَّابِينَ أَنَّ اسْمَهُ« تَارُخَ» وَ عَلَى هَذَا فَآزَرُ كَانَ عَمَّهُ وَ إِطْلَاقُ لَفْظِ الْأَبِ عَلَى الْعَمِّ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ وَ الْقُرْآنِ شَائِعٌ وَ مِنْهُ الْحَدِيثُ الْمَعْرُوفُ« عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ» وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَاكِياً عَنْ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ ع إِنَّهُمْ قَالُوا:( نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ) وَ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ كَانَ عَمّاً لِيَعْقُوبُ، وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: لَمْ نَزَلْ نَنْتَقِلُ مِنْ أَصْلَابِ الطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ، وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‌ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ‌، فَلَا يَكُونُ أَحَدُ أَجْدَادِ النَّبِيِّ وَ لَوْ بَعِيداً نَجَساً وَ هَذَا هُوَ مَعْقَدُ إِجْمَاعِ الطَّائِفَةِ الْمُحِقَّةِ فَتُحْمَلُ الرِّوَايَاتُ الْمُخَالَفَةُ لَهُ عَلَى التَّقِيَّةِ. ج. ز

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست