بالليل و النهار هو كله لله، ثم احتج عز و جل عليهم فقال قُلْ لهم أَ غَيْرَ
اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي مخترعها- و
قوله وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ إلى قوله وَ هُوَ الْقاهِرُ
فَوْقَ عِبادِهِ- وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ فإنه محكم،
و أما قوله الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ- يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الآية فإن عمر
بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام هل تعرفون محمدا في كتابكم قال نعم و الله نعرفه
بالنعت الذي نعت الله لنا- إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه- إذا رآه مع
الغلمان- و الذي يحلف به ابن سلام لأنا بمحمد هذا أشد معرفة مني بابني، قال الله الَّذِينَ
خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ و قال علي بن إبراهيم
ثم قال قُلْ لهم يا محمد «أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً» يعني أي شيء
أصدق قولا- ثم قال «قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ أُوحِيَ
إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ» قال من بلغ هو
الإمام قال محمد ينذر- و إنا نقول كما أنذر به النبي ص و قوله وَ مَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً- أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ
لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ فإنه محكم، و قوله وَ يَوْمَ
نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً- ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ-
الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ أي كذبهم إِلَّا أَنْ
قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ و الدليل على أن الفتنة
هاهنا الكذب- قوله انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ- وَ ضَلَّ
عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ