إلى قوله فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً فإن الله أمر الناس أن يكونوا قوامين بالقسط- أي بالعدل و لو على أنفسهم- أو على والديهم أو على قراباتهم،
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِ سَبْعَ حُقُوقِ، فَأَوْجَبُهَا أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ حَقّاً- وَ إِنْ كَانَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ عَلَى وَالِدَيْهِ فَلَا يَمِيلُ لَهُمْ عَنِ الْحَقِ
ثم قال فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا- وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا يعني عن الحق فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً و قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ يعني أيها الذين أقروا صدقوا و قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا- ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً قَالَ نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اللَّهِ إِقْرَاراً لَا تَصْدِيقاً ثُمَّ كَفَرُوا لَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ فِيمَا بَيْنَهُمْ- أَنْ لَا يَرُدُّوا الْأَمْرَ إِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ أَبَداً- فَلَمَّا نَزَلَتِ الْوَلَايَةُ- وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمِيثَاقَ عَلَيْهِمْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع آمَنُوا إِقْرَاراً لَا تَصْدِيقاً، فَلَمَّا مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ص كَفَرُوا وَ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا يعني طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ، و قوله الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً يعني القوة، قال نزلت في بني أمية حيث خالفوا نبيهم- على أن لا يردوا الأمر في بني هاشم و قوله وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها- فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ- حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ قال آيات الله هم الأئمة ع،
وَ قَوْلُهُ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ- قالُوا أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَ إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ- قالُوا أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَ نَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ قَعَدُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ أُحُدٍ، فَكَانَ إِذَا ظَفِرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْكُفَّارِ قَالُوا لَهُ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ- وَ إِذَا ظَفِرَتِ الْكُفَّارُ قَالُوا أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ أَنْ نُعِينَكُمْ