responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 1

[مقدمة المصنف‌]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد- الذي لا من شي‌ء خلق‌[1] ما كون بل بقدرته، بان بها من الأشياء و بانت الأشياء منه- فليست له صفة تنال و لا حد يضرب فيه الأمثال- كل دون صفاته تحبير[2] اللغات، و ضل هنالك تصاريف الصفات و حار في أداني ملكوته عميقات مذاهب التفكير، و انقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، و حال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب- و تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول، فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم- و لا يناله غوص الفطن- و تعالى الذي ليس لنعته حد محدود، و لا وقت ممدود و لا أجل معدود، فسبحان الذي ليس له أول مبتدإ و لا غاية منتهى، سبحانه كما هو وصف نفسه و الواصفون لا يبلغون نعته، حد الأشياء كلها بعلمه عند خلقه- و أبانها إبانة لها من شبهها بما لم يحلل فيها- فيقال هو فيها كائن و لم ينأ عنها فيقال هو منها بائن، و لم يخل منها فيقال له أين، لكنه سبحانه أحاط بها علمه و أتقنها صنعه و أحصاها حفظه- فلم يعزب عنه خفيات هبوب الهواء و لا غامض سرائر مكنون ظلم الدجى، و لا ما في السماوات العلى إلى الأرضين السفلى و على كل شي‌ء منها حافظ و رقيب- و بكل شي‌ء منها محيط هو الله الواحد الأحد رب العالمين- و الحمد لله الذي جعل العمل في الدنيا و الجزاء في الآخرة- و جعل لكل شي‌ء قدرا و لكل قدر أجلا- و لكل أجل كتابا يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ- وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‌ و الحمد لله الذي جعل الحمد شكرا و الشكر طاعة- و التكبير جلالة و تعظيما


[1]. أي لم يخلق الكون من شي‌ء إنما خلقه بقدرته بدون شي‌ء فلفظ« قدرته» مجرور من بواسطة العطف على« شي‌ء». ج- ز

[2]. حبر الكلام أي حسنه و زينه. ج- ز

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست