أن ينتقل، قال قلت قوله: «وَ لا يابِسٍ» قال: الولد
التام، قال: قلت «فِي كِتابٍ مُبِينٍ» قال: في إمام مبين[1].
30- عن داود بن
فرقد عن أبي عبد الله ع قال دخل مروان بن الحكم المدينة قال: فاستلقى على
السرير، و ثم مولى للحسين، فقال: «رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ ... وَ هُوَ
أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ» قال: فقال الحسين لمولاه: ما ذا قال هذا حين دخل قال:
استلقى على السرير- فقرأ «رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ» إلى قوله «الْحاسِبِينَ» قال: فقال
الحسين ع نعم- و الله رددت أنا و أصحابه إلى الجنة، و رد هو و أصحابه إلى النار[2].
31- عن ربعي بن
عبد الله عمن ذكره عن أبي جعفر ع في قول الله «وَ إِذا رَأَيْتَ
الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا» قال: الكلام في الله و الجدال في القرآن «فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» قال: منه القصاص
[قال: قال أبو عبد الله][3].
32- عن أبي بصير
قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ إِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ» قال: كان اسم أبيه آزر[4].
[1]- البحار ج 2: 131. البرهان ج 1: 528. الصافي ج
1: 541.
[3]- البرهان ج 1: 530. الصافي ج 1: 523. البحار ج
2: 82.
و قال المجلسي( ره): القصاص علماء
المخالفين فإنهم كرواة القصص و الأكاذيب فيما يبنون عليه علومهم، و هم يخوضون في
تفاسير الآيات و تحقيق صفات الذات بالظنون و الأوهام لانحرافهم، عن أهل البيت
عليهم السلام. و ما بين المعقفتين ليس في نسختي البحار و الصافي.
ثم لا يخفى أنه قد انعقد الإجماع
من الفرقة المحقة على أن أجداد نبينا( ص) كانوا مسلمين موحدين و ما كان أحد من
آبائه و أجداده كافرا و قد تواتر عن الأئمة ع نحن من أصلاب المطهرين و أرحام
المطهرات، و أنه لم تدنسهم الجاهلية بأنجاسها إلى غير ذلك من الروايات المستفيضة
بل المتواترة على إسلام آباء النبي ص.
و أضف إلى ذلك ما نقله الطبرسي«
ره» و غيره عن الزجاج: أنه لا خلاف بين النسابين في أن اسم أبي إبراهيم ع تارخ و
قد قيل في توجيه ظاهر الآية و هذه الرواية و أمثالها مما رواه الكليني و غيره مما
تدل على أنه كان أباه حقيقة وجوه كثيرة فمنها أن آزر كان جد إبراهيم لأمه أو عمه
لأبيه و قد يطلق عليهما الأب بل و قد ادعى اشتهار تسمية العم بالأب في الزمن السابق
و قد ورد مثله في القرآن أيضا كما حكى الله عن أولاد يعقوب أنهم قالوا«
نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ» و
معلوم أن إسماعيل كان عما ليعقوب و قد أطلقوا عليه لفظ الأب فكذا هنا و عليه فهذه
الأخبار أيضا محمولة على التقية كما قاله المجلسي« ره» و ذلك من حيث إن الأب أطلق
على العم أو جد الأم في القرآن الكريم مجازا فالأئمة صلوات الله عليهم أجمعين
اتبعوا القرآن فاستعملوا لفظة أب و أرادوا العم أو جد الأم حتى لا يكون كلامهم
مخالفا للكتاب العزيز.
و منها حمل الآية و الرواية على
ظاهرهما بتقرير أن آزر كان مؤمنا يكتم إيمانه و لم يؤمر بإظهاره لأحد حتى إبراهيم
ع أو علم هو بإيمانه و كان نزاعهما من باب المصانعة مع الناس لمصالح خفية عندهما.