و قيل: بعث اللّه ثمانية آلاف نبي اربعة آلاف من بني إسرائيل و أربعة آلاف من غيرهم. و لم يذكر إلا نفراً يسيراً. ثم قال (وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَن يَأتِيَ بِآيَةٍ) أي بمعجزة و لا دلالة (إِلّا بِإِذنِ اللّهِ) و أمره (فَإِذا جاءَ أَمرُ اللّهِ) يعني قيام الساعة (قُضِيَ بِالحَقِّ) أي فصل بين الخلائق (وَ خَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلُونَ) لأنهم يخسرون الجنة و يحصلون في النار بدلا منها (ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ) ثم قال تعالي علي وجه تعداد نعمه علي الخلق (اللّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنعامَ) من الإبل و البقر و الغنم (لِتَركَبُوا مِنها وَ مِنها تَأكُلُونَ) اي خلقها لتنتفعوا بركوبها و تأكلوا منها، فانه جعلها للأمرين. و قال قوم: المراد بالانعام- هاهنا- الإبل خاصة، لأنها الّتي تركب و يحمل عليها في اكثر العادات. و اللام في قوله (لتركبوا) لام الغرض، فإذا کان اللّه تعالي خلق هذه الانعام و أراد ان ينتفع خلقه بها، و کان تعالي لا يريد القبيح و لا المباح، فلا بد ان يکون أراد انتفاعهم بها علي وجه الطاعة و القربة اليه
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 98