فيقولون «بَل لَم نَكُن نَدعُوا مِن قَبلُ شَيئاً» و معناه لم نكن ندعو من قبل شيئاً يستحق العبادة و ما ينتفع بعبادته، فلذلك أطلق القول فقال اللّه تعالي «كَذلِكَ يُضِلُّ اللّهُ الكافِرِينَ» قال الحسن: معناه كذلك يضل أعمالهم بأن يبطلها. و قيل:
معناه كذلك يضل اللّه الكافرين عن نيل الثواب. و قيل: كذلك يضل اللّه الكافرين عما اتخذوه إلهاً بأن يصرفهم عن الطمع في نيل منفعته من جهتها. ثم يقول موبخاً لهم «ذلِكُم» أي ما فعل بكم جزاء «بِما كُنتُم تَفرَحُونَ فِي الأَرضِ» و الفرح و المرح و البطر و الأشر نظائر «بِغَيرِ الحَقِّ» أي كنتم تفرحون بالباطل و الفرح بالحق لا يوبخ عليه «وَ بِما كُنتُم تَمرَحُونَ» أي و جزاء بما كنتم تبطرون في معاصي اللّه. و المرح الاختيال في السرور و الشاط قال الشاعر:
و لا ينسني الحدثان عرضي و لا ارخي من الفرح الازارا[1]
ادخُلُوا أَبوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ فَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَينا يُرجَعُونَ (77) وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ مِنهُم مَن قَصَصنا عَلَيكَ وَ مِنهُم مَن لَم نَقصُص عَلَيكَ وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَن يَأتِيَ بِآيَةٍ إِلاّ بِإِذنِ اللّهِ فَإِذا جاءَ أَمرُ اللّهِ قُضِيَ بِالحَقِّ وَ خَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلُونَ (78) اللّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنعامَ لِتَركَبُوا مِنها وَ مِنها تَأكُلُونَ (79) وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ وَ لِتَبلُغُوا عَلَيها حاجَةً فِي صُدُورِكُم وَ عَلَيها وَ عَلَي الفُلكِ تُحمَلُونَ (80)