responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 559

قرأ ابو عمرو وحده‌ «يخربون‌ بيوتهم‌» بالتشديد ‌قال‌ الفراء: و ‌هي‌ قراءة أبي ‌عبد‌ الرحمن‌ السلمي‌ و الحسن‌. الباقون‌ بالتخفيف‌. ‌قال‌ قوم‌: معناهما واحد مثل‌ أكرمته‌ و كرمته‌. و ‌قال‌ بعضهم‌: معني‌ التخفيف‌ انهم‌ ينتقلون‌ عنها فيعطلونها، و بالتشديد يهدمونها.

‌قد‌ مضي‌ تفسير «سَبَّح‌َ لِلّه‌ِ ما فِي‌ السَّماوات‌ِ وَ ما فِي‌ الأَرض‌ِ وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيم‌ُ» ‌فلا‌ معني‌ لإعادته‌.

و ‌قوله‌ «هُوَ الَّذِي‌ أَخرَج‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا (مِن‌ أَهل‌ِ الكِتاب‌ِ) مِن‌ دِيارِهِم‌» معناه‌ ‌ان‌ ‌ألذي‌ وصفه‌ بأنه‌ عزيز حكيم‌ ‌هو‌ اللّه‌ ‌ألذي‌ أخرج‌ الكفار ‌من‌ اليهود ‌من‌ ديارهم‌ «لِأَوَّل‌ِ الحَشرِ» ‌قال‌ قتادة و مجاهد: ‌هم‌ بنو النضير،

‌لما‌ نزل‌ النبي‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ بالمدينة عاقده‌ بنو النضير ‌علي‌ ‌ان‌ ‌لا‌ يكونوا ‌عليه‌ و ‌لا‌ ‌له‌. ‌ثم‌ نقضوا العهد و أرادوا ‌أن‌ يطرحوه‌ حجراً حين‌ مضي‌ النبي‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ اليهم‌ يستعين‌ بهم‌ ‌في‌ تحمل‌ بعض‌ الديتين‌ اللتين‌ لزمتا صاحب‌ النبي‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ حين‌ انقلب‌ ‌من‌ بئر معونة فقتل‌ نفسين‌، ‌کان‌ النبي‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ أجرهما، و مالوا للمشركين‌ ‌علي‌ النبي‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ فأجلاهم‌ اللّه‌ ‌عن‌ ديارهم‌ ‌علي‌ ‌ان‌ ‌لهم‌ الذرية و ‌ما حملت‌ إبلهم‌ و الباقي‌ لرسول‌ اللّه‌ فأجلاهم‌ النبي‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ ‌علي‌ ‌هذا‌ ‌عن‌ ديارهم‌ و منازلهم‌، فمنهم‌ ‌من‌ خرج‌ ‌إلي‌ خيبر، و منهم‌ ‌من‌ خرج‌ ‌إلي‌ الشام‌.

و ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «لِأَوَّل‌ِ الحَشرِ» ‌قال‌ قوم‌: أول‌ الحشر ‌هو‌ حشر اليهود ‌من‌ بني‌ النضير ‌إلي‌ ارض‌ الشام‌، و ثاني‌ الحشر حشر ‌النّاس‌ يوم القيامة ‌إلي‌ ارض‌ الشام‌ أيضاً. و ‌قال‌ البلخي‌: يريد أول‌ الجلاء، لان‌ بني‌ النضير أول‌ ‌من‌ أجلي‌ ‌عن‌ ارض‌ العرب‌. و الحشر جمع‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ ‌کل‌ ناحية، و ‌منه‌ الحاشر ‌ألذي‌ يجمع‌ ‌النّاس‌ ‌إلي‌ ديوان‌ الخراج‌، و الجمع‌ حشار «ما ظَنَنتُم‌ أَن‌ يَخرُجُوا» ‌ أي ‌ ‌لم‌ تظنوا خروجهم‌ منها «وَ ظَنُّوا» ‌هم‌ «أَنَّهُم‌ مانِعَتُهُم‌ حُصُونُهُم‌ مِن‌َ اللّه‌ِ» ‌ أي ‌ حسبوا ‌ان‌ الحصون‌ ‌الّتي‌ ‌هم‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 559
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست