responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 545

اخري‌، لأنه‌ وطأ قبل‌ الكفارة. و ‌قال‌ قوم‌: ‌لا‌ يلزمه‌. و ‌قال‌ آخرون‌: يستأنف‌ الكفارة و ‌قوله‌ «ذلِك‌َ لِتُؤمِنُوا بِاللّه‌ِ وَ رَسُولِه‌ِ» معناه‌ إنا شرعنا لكم‌ ‌ما ذكرناه‌ ‌في‌ حكم‌ الظهار ‌لما‌ علمناه‌ ‌من‌ مصلحتكم‌ لتؤمنوا باللّه‌ و رسوله‌، فتصدقوهما و تقروا بتوحيد اللّه‌، و بنبوة نبيه‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ تِلك‌َ حُدُودُ اللّه‌ِ» يعني‌ ‌ما ذكرناه‌ ‌من‌ حكم‌ الظهار.

‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ لِلكافِرِين‌َ» ‌ أي ‌ للجاحدين‌ لصحة ‌ما قلناه‌ «عَذاب‌ٌ أَلِيم‌ٌ» و متي‌ نوي‌ بلفظ الظهار الطلاق‌ ‌لم‌ يقع‌ ‌به‌ طلاق‌. و ‌فيه‌ خلاف‌ ‌بين‌ الفقهاء، و الإطعام‌ ‌لا‌ يجوز ‌إلا‌ للمسلمين‌ دون‌ اهل‌ الذمة. و ‌فيه‌ خلاف‌. و مسائل‌ الظهار و فروعها ذكرناها ‌في‌ كتب‌ الفقه‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ «إِن‌َّ الَّذِين‌َ يُحَادُّون‌َ اللّه‌َ وَ رَسُولَه‌ُ» و المحادة المخالفة ‌في‌ الحدود ‌ أي ‌ ‌من‌ خالف‌ اللّه‌ و رسوله‌ فيما ذكراه‌ ‌من‌ الحدود «كُبِتُوا» ‌ أي ‌ أخذوا‌-‌ ‌في‌ قول‌ قتادة‌-‌ و ‌قال‌ غيره‌: أذلوا. و ‌قال‌ الفراء: معناه‌ اغيظوا و أحزنوا يوم الخندق‌ «كَما كُبِت‌َ الَّذِين‌َ مِن‌ قَبلِهِم‌» يعني‌ ‌من‌ قاتل‌ الأنبياء ‌من‌ قبلهم‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ «وَ قَد أَنزَلنا آيات‌ٍ بَيِّنات‌ٍ» اي‌ حجج‌ واضحات‌ ‌من‌ القرآن‌ و ‌ما ‌فيه‌ ‌من‌ الادلة. ‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ لِلكافِرِين‌َ» ‌ أي ‌ للجاحدين‌ ‌لما‌ أنزلناه‌ ‌من‌ القرآن‌ و الآيات‌ «عَذاب‌ٌ مُهِين‌ٌ» ‌ أي ‌ يهينهم‌ و يخزيهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المجادلة (58): الآيات‌ 6 ‌الي‌ 10]

يَوم‌َ يَبعَثُهُم‌ُ اللّه‌ُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم‌ بِما عَمِلُوا أَحصاه‌ُ اللّه‌ُ وَ نَسُوه‌ُ وَ اللّه‌ُ عَلي‌ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ شَهِيدٌ (6) أَ لَم‌ تَرَ أَن‌َّ اللّه‌َ يَعلَم‌ُ ما فِي‌ السَّماوات‌ِ وَ ما فِي‌ الأَرض‌ِ ما يَكُون‌ُ مِن‌ نَجوي‌ ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُم‌ وَ لا خَمسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُم‌ وَ لا أَدني‌ مِن‌ ذلِك‌َ وَ لا أَكثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُم‌ أَين‌َ ما كانُوا ثُم‌َّ يُنَبِّئُهُم‌ بِما عَمِلُوا يَوم‌َ القِيامَةِ إِن‌َّ اللّه‌َ بِكُل‌ِّ شَي‌ءٍ عَلِيم‌ٌ (7) أَ لَم‌ تَرَ إِلَي‌ الَّذِين‌َ نُهُوا عَن‌ِ النَّجوي‌ ثُم‌َّ يَعُودُون‌َ لِما نُهُوا عَنه‌ُ وَ يَتَناجَون‌َ بِالإِثم‌ِ وَ العُدوان‌ِ وَ مَعصِيَةِ الرَّسُول‌ِ وَ إِذا جاؤُك‌َ حَيَّوك‌َ بِما لَم‌ يُحَيِّك‌َ بِه‌ِ اللّه‌ُ وَ يَقُولُون‌َ فِي‌ أَنفُسِهِم‌ لَو لا يُعَذِّبُنَا اللّه‌ُ بِما نَقُول‌ُ حَسبُهُم‌ جَهَنَّم‌ُ يَصلَونَها فَبِئس‌َ المَصِيرُ (8) يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا إِذا تَناجَيتُم‌ فَلا تَتَناجَوا بِالإِثم‌ِ وَ العُدوان‌ِ وَ مَعصِيَةِ الرَّسُول‌ِ وَ تَناجَوا بِالبِرِّ وَ التَّقوي‌ وَ اتَّقُوا اللّه‌َ الَّذِي‌ إِلَيه‌ِ تُحشَرُون‌َ (9) إِنَّمَا النَّجوي‌ مِن‌َ الشَّيطان‌ِ لِيَحزُن‌َ الَّذِين‌َ آمَنُوا وَ لَيس‌َ بِضارِّهِم‌ شَيئاً إِلاّ بِإِذن‌ِ اللّه‌ِ وَ عَلَي‌ اللّه‌ِ فَليَتَوَكَّل‌ِ المُؤمِنُون‌َ (10)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 545
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست