اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 534
هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ) و معناه إنه تعالي الغني عن جميع خلقه محمود في جميع أفعاله، فمنع هؤلاء حقوق اللّه لا يضره، و إنما ضرر ذلک عليهم.
ثم اقسم تعالي فقال (لَقَد أَرسَلنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ) يعني الدلائل و الحجج الواضحة (وَ أَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ) أي مكتوباً فيه ما يحتاج الخلق اليه كالتوراة و الإنجيل و القرآن (و الميزان) أي و أنزلنا الميزان و هو ذو الكفتين. و قيل: المراد به العدل (لِيَقُومَ النّاسُ بِالقِسطِ) يعني بالعدل في الأمور (وَ أَنزَلنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ) إخبار من اللّه تعالي انه ألذي انزل الحديد. و
روي ان اللّه تعالي أنزل مع آدم العلاة- يعني السندان و المطرقة و الكليتين- من السماء
، و هذا صحيح و لا بد منه، لان الواحد منا لا يمكنه أن يفعل آلات من حديد و غيرها إلا بآلات قبلها، و ينتهي إلي آلات يتولي اللّه صنعها تعالي اللّه علواً كبيراً.
و قوله (فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ) أي يمتنع به و يحارب به «وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ» أي و فيه منافع للناس كأدواتهم و آلاتهم و جميع ما يتخذ من الحديد من آلات ينتفع بها كالسكين و غيرها (وَ لِيَعلَمَ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ وَ رُسُلَهُ) أي فعلت ذلک لما لهم فيه من النفع به، و ليعلم اللّه من ينصره بنصرة موجودة، و من يجاهد مع نبيه جهاداً موجوداً (بالغيب) أي ينصر اللّه و رسله ظاهراً و باطناً (إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) أي قادر علي ما يصح أن يکون مقدوراً له لا يقدر احد علي قهره و لا علي منعه. و قيل: في جواب قوله (الَّذِينَ يَبخَلُونَ) قولان: