خمس آيات بلا خلاف.
قرأ (وَ ما نَزَلَ مِنَ الحَقِّ) بتخفيف الزاي نافع و حفص عن عاصم، لأنه يقع علي القليل و الكثير، و يکون النزول مضافاً الي الحق. الباقون بالتشديد بمعني أن اللّه هو ألذي نزل الحق شيئاً بعد شيء. و قرأ إبن كثير و ابو بكر عن عاصم و إبن زيد (المصدقين و المصدقات) بتخفيف الصاد يذهبون إلي التصديق ألذي هو خلاف التكذيب، و معناه إن المؤمنين و المؤمنات. الباقون- بتشديد الصاد- يذهبون أن الأصل المتصدقين، فأدغمت التاء في الصاد لتقارب مخرجهما و شدد.
و معني قوله (الم يأن) أ لم يحن (لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ) أي تخضع لسماع ذكر اللّه و يخافون عقابه، و ينبغي ان يکون هذا متوجهاً الي طائفة مخصوصة لم يكن فيهم الخشوع التام حثوا علي الرقة و الرحمة. و أما من کان ممن وصفه اللّه بالخشوع و الرحمة و الرقة فطبقة فوق هؤلاء المؤمنين، و يقال أني يأني أناً إذا حان، و منه قوله (غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ)[1] أي منتهاه. و الخشوع لين القلب