غلب البقاء و كنت غير مغلب دهر طويل دائم ممدود[2]
و
روي في الخبر أن (في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة).
و قوله «وَ ماءٍ مَسكُوبٍ» أي مصبوب علي الخمر يشرب بالمزاج. و قال قوم: يعني مصبوب يشرب علي ما يري من حسنه و صفائه، و لا يحتاجون الي تعب في استقائه.
و قوله «وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ» أي و ثمار مختلفة كثيرة غير قليلة. و قيل الوجه في تكرار ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها مما يتخيرون، و ذكرت- هاهنا- بأنها كثيرة و بأنها لا مقطوعة و لا ممنوعة. و معناه لا مقطوعة کما تنقطع فواكه الدنيا في الشتاء في اوقات مخصوصة، و لا ممنوعة بتعذر تناول او شوك يؤذي کما يکون ذلک في الدنيا.
و قوله «وَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ» أي عالية يقال: بناء مرفوع أي عال. و قيل:
معناه و نساء مرتفعات القدر في عقولهن و حسنهن و كمالهن. و قال الحسن: فرش
[1] القرطبي 17/ 208 و مجاز القرآن 2/ 250 [2] القرطبي 17/ 209 و الطبري 27/ 94
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 496