قرأ «المنشئات» بالكسر حمزة، و يحيي و قرأ «يخرج» بفتح الياء أهل الكوفة، و إبن كثير و إبن عامر أسندوا الفعل إلي اللؤلؤ و المرجان. الباقون، علي ما لم يسم فاعله. و إنما أجازوا اسناد الفعل إلي الجوار و اللؤلؤ و المرجان، کما قالوا مات زيد و مرض عمرو و ما أشبه ذلک في ما يضاف الفعل اليه إذا وجد منه.
و إن کان في الحقيقة لغيره، و کان المعني المنشئات السير فحذف المفعول و أضاف السير اليه اتساعاً، لان سيرها إنما يکون بهبوب الريح. و قال الزجاج: من فتح الشين أراد المرفوعات الشرع، و بالكسر الحاملات الرافعات الشرع.
لما ذكر اللّه تعالي النعمة علي الخلق بمرج البحرين اللذين يلتقيان، و إنهما مع ذلک لا يبغيان، بين أيضاً ما فيهما من النعمة، فقال يخرج منهما يعني من البحرين اللؤلؤ و المرجان. فاللؤلؤ معروف، و يقع علي الصغار و الكبار. و المرجان ضرب من الجوهر كالقضبان يخرج من البحر. و قال إبن عباس: اللؤلؤ كبار الدر و المرجان
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 470