أربع آيات بلا خلاف.
يقول اللّه تعالي مخبراً عن حال الكفار أنهم ما عظموه حق عظمته إذ دعوك إلي عبادة غيره. و قال الحسن: معناه إذ عبدوا الأوثان من دونه.
و الأول أقوي- و هو قول السدي- قال محمّد بن كعب القرطي «ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدرِهِ» معناه ما علموا كيف حق الله. قال المبرد اشتقاقه من قولك: فلان عظيم القدر يريد بذلك جلالته. و القدر اختصاص الشيء بعظم حجم او صغر أو مساواة.
و قوله «وَ الأَرضُ جَمِيعاً قَبضَتُهُ». قال الفراء: کان يجوز في (قبضته) النصب. و قال الزجاج لا يجوز ان يقال: زيد دارك أي في دارك علي حذف (في) كقولهم شهر رمضان انسلاخ شعبان أي في انسلاخه. قال المبرد: الناصب ل (جميعاً) محذوفة تقديره و الإرض إذا كانت جميعاً قبضته، و خبر الابتداء (قبضته) كأنه قال: و الإرض قبضته إذا كانت جميعاً. و مثله: هذا بسر الطيب منه تمراً أي إذا کان. و مذهب سيبويه أي ثبتت جميعاً في قبضته كقولك هنيئاً مريئاً أي ثبت ذلک، لأنه دعاء في موضع المصدر، کما قلت سقياً و مثل الآية قول الشاعر:
إذا المرؤ أعيته المروءة ناشئاً فمطلبها كهلا عليه شديد
أي إذا کان كهلا. و قال الزجاج: هو نصب علي الحال. و المعني «وَ الأَرضُ» في حال اجتماعها (قَبضَتُهُ يَومَ القِيامَةِ. وَ السَّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ) علي الابتداء و الخبر. و معني الآية أن الإرض بأجمعها في مقدوره کما يقبض عليه