تسع آيات.
قرأ حمزة و الكسائي و ابو بكر عن عاصم (لحقَ مثل) بالرفع علي أنه صفة للحق الباقون بالنصب، و يحتمل نصبه وجهين:
أحدهما- قول الجرمي أن يکون نصباً علي الحال، كأنه قيل: حق مشبهاً لنطقكم في الثبوت.
الثاني- قال المازني إن (مثل) مبني، لأنه مبهم أضيف إلي مبني، کما قال الشاعر:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات او قال[1]
و قال: فجعل (مثل) مع (ما) كالأمر الواحد، کما قال (لا ريب فيه)[2] و قولهم: خمسة عشر، فيكون علي هذا (ما) زائدة و أضاف (مثل) إلي (إنكم تنطفون) فبناه علي الفتح حين أضافه إلي المبني، و لو کان مضافاً إلي معرب لم يجز البناء نحو: مثل زيد. و قيل: يجوز أن يکون نصباً علي المصدر، و كأنه قال إنه لحق حقاً كنطقكم.
لما حكي اللّه تعالي حكم الكفار و ما أعده لهم انواع العذاب، أخبر بما أعده للمؤمنين المطيعين الّذين يتقون معاصي اللّه خوفاً من عقابه، و يفعلون ما أوجبه عليهم فقال (إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ) أي في بساتين تجنها الأشجار (و عيون) ماء تجري لهم في جنة الخلد، فهؤلاء ينعمون و أولئك يعذبون (آخِذِينَ ما آتاهُم رَبُّهُم) من كرامته و ثوابه بمعني آخذين ما أعطاهم اللّه من ذلک و نصب (آخذين) علي الحال (إِنَّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُحسِنِينَ) يفعلون الطاعات و ينعمون علي غيرهم