ست آيات.
لما حكي اللّه تعالي عن الكفار أنهم كذبوا بالحق ألذي هو القرآن و جحدوا البعث و النشور و الثواب و العقاب، و تعجبوا من ذلک نبههم اللّه تعالي علي ذلک و بين لهم الطريق ألذي إذا نظروا فيه علموا صحته، فقال «أَ فَلَم يَنظُرُوا إِلَي السَّماءِ فَوقَهُم كَيفَ بَنَيناها وَ زَيَّنّاها» و معناه أ فلم يفكروا في بناء هذه السماء و عظمها، و حسن تزيينها فيعلموا أن لها بانياً بناها و صانعاً صنعها و انه لا بد أن يکون قادراً عليها، و انه لا يعجزه شيء، لأنه لا يقدر علي مثل ذلک إلا القادر لنفسه ألذي لا يجوز عليه العجز و يعلمه، لأنه عالم بما يرون من إحكام الصنعة فيها و انه ألذي لا يخفي عليه خافية و قوله «وَ زَيَّنّاها» يعني حسنا صورتها بما خلقنا فيها من النجوم الثاقبة و الشمس و القمر، و انه «ما لَها مِن فُرُوجٍ» أي ليس فيها فتوق يمكن السلوك فيها و إنما يسلكها الملائكة بأن يفتح لها أبواب السماء إذا عرجت اليها.
ثم قال «وَ الأَرضَ مَدَدناها» أي بسطناها، و تقديره و مددنا الإرض مددناها، کما قال «وَ القَمَرَ قَدَّرناهُ»[1] فيمن نصب و لو رفع کان جائزاً، و النصب أحسن- هاهنا- لكونه معطوفا علي بنيناها، فعطف الفعل علي الفعل احسن.
ثم قال «وَ أَلقَينا فِيها رَواسِيَ» أي طرحنا جبالا تمنعها من الحركة ليتمكن استقرار الحيوان عليها «وَ أَنبَتنا فِيها مِن كُلِّ زَوجٍ بَهِيجٍ» قال إبن زيد: البهيج الحسن المنظر و البهجة الحسن ألذي له روعة عند الرؤية، كالزهرة و الأشجار الملتفة