اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 324
خمس آيات.
قرأ اهل المدينة، و إبن عامر (ندخله و نعذبه) بالنون علي وجه الاخبار من اللّه عن نفسه. الباقون- بالياء- رداً علي اسم اللّه. يقول اللّه تعالي لنبيه (قُل لِلمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعرابِ) أي لهؤلاء المخلفين الّذين تخلفوا عنك في الخروج إلي الحديبية (ستدعون) في ما بعد (إِلي قَومٍ أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُم أَو يُسلِمُونَ) قال إبن عباس: أولوا البأس الشديد أهل فارس. و قال إبن أبي ليلي و الحسن: هم الروم. و قال سعيد بن جبير و عكرمة و قتادة: هم هوازن بحنين. و قال الزهري:
هم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب، و كانوا بهذه الصفة.
و استدل جماعة من المخالفين بهذه الآية علي إمامة أبي بكر، من حيث ان أبا بكر دعاهم إلي قتال بني حنيفة، و عمر دعاهم إلي قتال فارس و الروم، و كانوا قد حرموا القتال مع النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله بدليل قوله (لَن تَخرُجُوا مَعِيَ أَبَداً، وَ لَن تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا) و هذا ألذي ذكروه غير صحيح من وجهين:
أحدهما- أنه غلط في التاريخ و وقت نزول الآية.
و الثاني- أنه غلط في التأويل، و نحن نبين فساد ذلک أجمع، و لنا في الكلام في تأويل الآية وجهان:
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 324