اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 234
سبع آيات كوفي و ست في ما عداه، عدّ الكوفيون «لَيَقُولُونَ» و لم يعده الباقون.
اقسم اللّه تعالي أنه نجّي أي خلص بني إسرائيل الّذين آمنوا بموسي من العذاب المهين ألذي کان يفعله بهم فرعون و قومه لأنهم كانوا استعبدوهم، و كانوا يكلفونهم المشاق و يحملوهم القذارات و يكلفونهم كنسها و تنظيفها و غير ذلک، فخلصهم اللّه تعالي حين أهلك فرعون و قومه و وفقهم للايمان بموسي.
ثم اخبر تعالي ان فرعون کان عالياً من المسرفين أي متجبراً متكبراً من المسرفين في الإرض الّذين يتجاوزون حد ما يجوز فعله إلي ما لا يجوز فعله استكباراً و علواً و عتوّاً، يقال: أسرف يسرف اسرافاً فهو مسرف، و مثله الافراط، و ضده الافتار، و إنما وصف المسرف بأنه عال، و إن کان وصف عال قد يکون صفة مدح، لأنه قيده بأنه عال في الإسراف، لان العالي في الإحسان ممدوح و العالي في الإسراف مذموم، و اطلاق صفة عال تعظيم، و إذا اطلق فالمدح به أولي.
ثم اخبر تعالي مقسماً بأنه اختارهم يعني موسي و قومه علي علم علي العالمين، فالاختيار هو اختيار الشيء علي غيره بالارادة له لتفضيله عليه. و مثله الإيثار، و ليس في مجرد الارادة تفضيل شيء علي غيره، لأنه قد يمكن أن يريد شيئاً من غير أن يخطر بباله ما هو فيه أولي منه في العقل، فلا يکون اختياره تفضيلا. و إما ان يريد الأولي و لا يدري انه أولي، فيختاره عليه لجهله بأنه أولي او يختاره و هو يعلم انه غير
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 234