مقام الملوك و الامراء و الحكماء. و قيل: المنازل الحسنة. و قال قتادة: يعني مقام حسن بهج. و قال مجاهد و سعيد بن جبير: هي المناظر. و قيل: المنابر. و قيل:
المقام الكريم هو ألذي يعطي اللذة، کما يعطي الرجل الكريم الصلة (وَ نَعمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ)، فالنعمة- بفتح النون- التنعيم- و بكسرها- منفعة يستحق بها الشكر، و إن كانت مشقة، لأن التكليف نعمة و إن كانت فيه مشقة. و معني الآية انهم كانوا متمتعين. فالفاكه المتمتع بها بضروب اللذة، کما يتمتع الآكل بضروب الفاكة، يقال: فكه يفكه فكهاً، فهو فاكه، و فكه و تفكه يتفكه تفكهاً، فهو متفكه.
و قوله (كَذلِكَ وَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَ) فتوريثه النعمة إلي الثاني بعد الأول بغير مشقة کما يصير الميراث إلي أهله علي تلك الصفة، و توريث العلم شبه بذلك، لأن الأول تعب في استخراجه و توطئة الدلالة المؤدية اليه، و وصل إلي الثاني و هو رافه وادع، لم يكل لطول الفكر و شدة طلب العلم، فلما كانت نعمة قوم فرعون وصلت بعد هلاكهم إلي غيرهم، کان ذلک توريثاً من اللّه لهم. قال قتادة:
يعني بقوم آخرين بني إسرائيل، لأن بني إسرائيل رجعوا إلي مصر بعد هلاك فرعون علي ما قيل، و كذلك قال في موضع آخر (وَ أَورَثناها بَنِي إِسرائِيلَ)[1].