responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 212

لئلا ‌يکون‌ رسولا ‌الي‌ اهل‌ ‌ذلک‌ الزمان‌ ‌في‌ ‌ما يأمرهم‌ ‌به‌ ‌عن‌ اللّه‌ و ينهاهم‌ عنه‌.

و ‌قيل‌: انه‌ ‌عليه‌ ‌السلام‌ يعود ‌غير‌ مكلف‌ ‌في‌ دولة المهدي‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ التكليف‌ باقياً ‌علي‌ اهل‌ ‌ذلک‌ الزمان‌. و ‌قال‌ قوم‌: ‌إن‌ الضمير يعود ‌الي‌ القرآن‌ يعلمكم‌ بقيامها و يخبركم‌ عنها و ‌عن‌ أحوالها. و ‌هو‌ قول‌ الحسن‌، و الفائدة بالعلم‌ بالساعة انه‌ يجب‌ التأهب‌ لها ‌من‌ اجل‌ انها تقوم‌ للجزاء ‌لا‌ محالة، و ‌في‌ الشك‌ ‌فيها‌ فتور ‌في‌ العمل‌ لها، و يجب‌ لأجلها اجتناب‌ القبائح‌ ‌الّتي‌ يستحق‌ بها الذم‌ و العقاب‌ و اجتناء المحاسن‌ ‌الّتي‌ يستحق‌ بها المدح‌ و الثواب‌. و روي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ شاذاً ‌أنه‌ ‌من‌-‌ العلم‌-‌ بفتح‌ العين‌ و اللام‌ بمعني‌ انه‌ علامة و دلالة ‌علي‌ الساعة و قربها.

‌ثم‌ خاطب‌ الأمة ‌فقال‌ «فَلا تَمتَرُن‌َّ بِها» ‌ أي ‌ ‌لا‌ تشكن‌ ‌فيها‌. و المرية الشك‌ و يدل‌ ‌علي‌ ‌ان‌ المراد ‌به‌ جميع‌ الامة ‌قوله‌ «وَ اتَّبِعُون‌ِ هذا صِراطٌ مُستَقِيم‌ٌ» ‌ أي ‌ ‌ما أخبرتكم‌ ‌به‌ ‌من‌ البعث‌ و النشور و الثواب‌ و العقاب‌ «صِراطٌ مُستَقِيم‌ٌ» ‌ثم‌ نهاهم‌ ‌فقال‌ «وَ لا يَصُدَّنَّكُم‌ُ الشَّيطان‌ُ» ‌ أي ‌ ‌لا‌ يمنعكم‌ الشيطان‌ ‌عن‌ اتباع‌ الطريق‌ المستقيم‌ ‌ألذي‌ بينه‌ ‌ألذي‌ يفضي‌ بكم‌ ‌إلي‌ الجنة، و ‌لا‌ يعدل‌ بكم‌ ‌إلي‌ الطريق‌ المؤدي‌ ‌إلي‌ النار «إِنَّه‌ُ لَكُم‌ عَدُوٌّ مُبِين‌ٌ» فالعداوة طلب‌ المكروه‌ و المكيدة و الإيقاع‌ ‌في‌ ‌کل‌ مهلكة ‌من‌ أجل‌ العداوة ‌الّتي‌ ‌في‌ هلاك‌ صاحبها شفاء ‌لما‌ ‌في‌ صدره‌ منها.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌عن‌ حال‌ عيسي‌ ‌عليه‌ ‌السلام‌ حين‌ بعثه‌ اللّه‌ نبياً ‌فقال‌ «وَ لَمّا جاءَ عِيسي‌ بِالبَيِّنات‌ِ» يعني‌ بالمعجزات‌. ‌قال‌ قتادة يعني‌ بالإنجيل‌ «‌قال‌» ‌لهم‌ «قَد جِئتُكُم‌ بِالحِكمَةِ» ‌ أي ‌ بالذي‌ ‌من‌ عمل‌ ‌به‌ ‌من‌ العباد نجا و ‌من‌ خالفه‌ هلك‌. و ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «وَ لِأُبَيِّن‌َ لَكُم‌ بَعض‌َ الَّذِي‌ تَختَلِفُون‌َ فِيه‌ِ». ‌قال‌ مجاهد: يعني‌ ‌من‌ احكام‌ التوراة و ‌قال‌ قوم‌: تقديره‌ ‌قد‌ جئتكم‌ بالإنجيل‌، و بالبينات‌ ‌الّتي‌ يعجز عنها الخلق‌، و ‌ألذي‌ جاء ‌به‌ عيسي‌ ‌هو‌ بعض‌ ‌ما اختلفوا ‌فيه‌، و ‌بين‌ ‌لهم‌ ‌فيه‌. و ‌قال‌ قوم‌: البعض‌ يراد ‌به‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست