responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 575

فليذوقوه‌ حميم‌ و غسان‌. و يجوز ‌أن‌ تجعله‌ مستأنفاً كأنك‌ قلت‌ ‌هذا‌ فليذوقوه‌.

‌ثم‌ قلت‌ ‌منه‌ حميم‌ و غساق‌.

أمرهم‌ اللّه‌ بذواق‌ الحميم‌، لان‌ الذواق‌ ابتداء إدراك‌ الطعم‌ ‌علي‌ طلبه‌ بالفم‌، و لذلك‌ يقال‌: ذقته‌ فلم‌ أجد ‌له‌ طعماً ‌لما‌ ‌فيه‌ ‌من‌ طلب‌ ادراك‌ الطعم‌ بالفم‌.

و ‌من‌ طلب‌ إدراك‌ الشي‌ء ‌کان‌ أشد احساساً ‌به‌. و الحميم‌ الحار الشديد الحرارة، و ‌منه‌ الحمي‌ لشدة حرارتها و حم‌ الشي‌ء ‌إذا‌ دنا و أحمه‌ لهذا ‌ أي ‌ أدناه‌ ‌قال‌ الشاعر:

أحم‌ اللّه‌ ‌ذلک‌ ‌من‌ لقاء        أحاد أحاد ‌في‌ الشهر الحلال‌[1]

و الغساق‌ ‌ما يسيل‌ ‌من‌ صديد أهل‌ النار. و ‌قال‌ ‌إبن‌ عمر: ‌هو‌ القيح‌ ‌ألذي‌ يسيل‌ منهم‌ يجمع‌ فيسقونه‌، و ‌قال‌ كعب‌ الأحبار: الغساق‌ عين‌ ‌في‌ جهنم‌ يسيل‌ اليها سم‌ ‌کل‌ ذات‌ حمة ‌من‌ عقرب‌ و حية. و ‌قيل‌: ‌هو‌ قيح‌ شديد النتن‌، يقال‌: غسقت‌ القرحة تغسق‌ غسوقاً. و التشديد و التخفيف‌ لغتان‌. و ‌قيل‌:

الغساق‌ الزمهرير‌-‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ مسعود‌-‌ فلبرده‌ يحرق‌ ‌کما‌ تحرق‌ النار.

‌ثم‌ ‌قال‌ (وَ آخَرُ مِن‌ شَكلِه‌ِ أَزواج‌ٌ) معناه‌ أنواع‌ أخر ‌من‌ شكل‌ العذاب‌ أزواج‌ اي‌ أمثال‌. و ‌قال‌ الحسن‌: ذكر السلاسل‌ و الاغلال‌ و نحوه‌، ‌ثم‌ ‌قال‌ (وَ آخَرُ مِن‌ شَكلِه‌ِ) مما ‌لم‌ ير ‌في‌ الدنيا. و الشكل‌-‌ بفتح‌ الشين‌-‌ الضرب‌ المشابه‌. و الشكل‌-‌ بكسر الشين‌-‌ النظير ‌في‌ الحسن‌، و ‌من‌ قرأ (و آخر) أراد الواحد. و ‌من‌ قرأ (و أخر) أراد الجمع‌ (ازواج‌) معناه‌ اشكال‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ (هذا فَوج‌ٌ مُقتَحِم‌ٌ مَعَكُم‌) ‌قال‌ الحسن‌ يعني‌ ‌به‌ بني‌ إبليس‌، و الآخر بنو آدم‌ يقتحمون‌ معكم‌ النار و عذابها (لا مَرحَباً بِهِم‌) ‌ أي ‌ ‌لا‌ اتسعت‌ ‌لهم‌ أماكنهم‌ (إِنَّهُم‌ صالُوا النّارِ) ‌ أي ‌ لازموها. ‌قال‌ الفراء:


[1] اللسان‌ (حمم‌).
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست