responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 565

و ‌قوله‌ (حيث‌ أصاب‌) ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و الضحاك‌ و السدي‌:

معناه‌ حيث‌ أراد، يقول‌ القائل‌: أصاب‌ اللّه‌ بك‌ الرشاد ‌ أي ‌ أراد ‌الله‌، و المعني‌ انها تنطاع‌ ‌له‌ كيف‌ أراد، و ‌قال‌ الحسن‌: ‌کان‌ يغدو ‌من‌ أبله‌، و يقيل‌ بقزوين‌ و يبيت‌ بكابل‌. و الاصابة لحاق‌ البغية، يقال‌ أصاب‌ الهدف‌ بالسهم‌ يصيبه‌ إصابة، و ‌منه‌ الصواب‌ إدراك‌ الحق‌ بالميل‌ اليه‌، و ‌قوله‌ (و الشياطين‌) نصبه‌ بالعطف‌ ‌علي‌ مفعول‌ (فسخرنا) و تقديره‌ و سخرنا ‌له‌ الشياطين‌ ‌کل‌ بناء و غواص‌ و نصب‌ (‌کل‌) ‌علي‌ البدل‌ ‌من‌ الشياطين‌ و ‌هو‌ بعضه‌ فالغواص‌ ‌هو‌ ‌ألذي‌ يغوص‌ ‌في‌ الماء ‌ أي ‌ ينزل‌ ‌فيه‌ تقول‌: غاص‌ يغوص‌ غوصاً فهو غائص‌ و غوصه‌ تغويصاً و ‌کل‌ الشياطين‌ يغوصون‌ ‌له‌ ‌في‌ البحار و غيرها ‌من‌ الأنهار بحسب‌ ‌ما يريد منهم‌ و يبنون‌ ‌له‌ الأبنية العجيبة ‌الّتي‌ يعجز ‌النّاس‌ ‌عن‌ مثلها. و ‌قال‌ قتادة: كانوا يغوصون‌ ‌في‌ البحار يستخرجون‌ ‌له‌ الحلي‌ منها، و ‌غير‌ ‌ذلک‌ (وَ آخَرِين‌َ مُقَرَّنِين‌َ فِي‌ الأَصفادِ) الأصفاد واحدها صفاد، و ‌هو‌ الغل‌ و جمعه‌ أغلال‌. و ‌قال‌ السدي‌: السلاسل‌ تجمع‌ اليدين‌ ‌إلي‌ العنق‌ و الصفد الغل‌. و الصفد العطاء، و بعضهم‌ يقول‌: اصفدني‌ ‌قال‌ الأعشي‌:

[تضيفته‌ يوماً فقرب‌ مقعدي‌]        و اصفدني‌ ‌علي‌ الزمانة قائداً[1]

و ‌ذلک‌ انه‌ ارتبط ‌من‌ شكره‌ بمثل‌ الغل‌، و (مقرنين‌) ‌هم‌ ‌الّذين‌ قرن‌ بعضهم‌ ‌إلي‌ بعض‌ بالسلاسل‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ (هذا عَطاؤُنا فَامنُن‌ أَو أَمسِك‌ بِغَيرِ حِساب‌ٍ) ‌قال‌ الحسن‌:

معناه‌ ‌هذا‌ الملك‌ ‌ألذي‌ أعطيناك‌، فأعط ‌ما شئت‌ و امنع‌ ‌ما شئت‌. و ‌قال‌ قتادة و الضحاك‌: معناه‌ ‌لا‌ تحاسب‌ ‌علي‌ ‌ما تعطي‌ و تمنع‌ ‌منه‌ يوم القيامة ليكون‌ أهنأ لك‌


[1] ديوانه‌ 44 و ‌قد‌ مر ‌في‌ 6/ 310.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 565
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست