responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 522

‌کل‌ أذية، فأصل‌ المّن‌ القطع‌ ‌من‌ ‌قوله‌ (فَلَهُم‌ أَجرٌ غَيرُ مَمنُون‌ٍ)[1] ‌ أي ‌ ‌غير‌ مقطوع‌، و حبل‌ منين‌ متقطع‌ و المنية الموت‌، لأنها قاطعة ‌عن‌ تصرف‌ الحي‌ و البركة ثبوت‌ الخير النامي‌ ‌علي‌ مرور الأوقات‌ فبركته‌ ‌علي‌ إبراهيم‌ و إسحاق‌ باللطف‌ ‌في‌ دعائهما ‌إلي‌ الحق‌، و بالخبر ‌عن‌ أحوال‌ جليلة ‌في‌ التمسك‌ بطاعة اللّه‌ (وَ نَجَّيناهُما وَ قَومَهُما) و معناه‌ إنا خلصنا موسي‌ و هارون‌، و ‌من‌ ‌کان‌ آمن‌ بهما (مِن‌َ الكَرب‌ِ العَظِيم‌ِ) ‌ أي ‌ الأذي‌ ‌ألذي‌ ‌کان‌ يؤذونهم‌ بأن‌ أهلك‌ اللّه‌ فرعون‌ و قومه‌ و غرقهم‌ (وَ نَصَرناهُم‌) يعني‌ موسي‌ و هارون‌ و قومهما، (فَكانُوا هُم‌ُ الغالِبِين‌َ) لاعدائهم‌ بالحجج‌ الظاهرة و بالقهر، ‌من‌ حيث‌ ‌أن‌ اللّه‌ غرق‌ أعداءهم‌ (و آتيناهما) يعني‌ موسي‌ و هارون‌ (الكِتاب‌َ المُستَبِين‌َ) يعني‌ التوراة الداعي‌ ‌إلي‌ ‌ما ‌فيه‌ ‌من‌ البيان‌ بالمحاسن‌ ‌الّتي‌ تظهر ‌منه‌ ‌في‌ الاستماع‌، فكل‌ كتاب‌ لله‌ بهذه‌ الصفة ‌من‌ ظهور الحكمة ‌فيه‌ (وَ هَدَيناهُمَا الصِّراطَ المُستَقِيم‌َ) يعني‌ أرسلنا موسي‌ و هارون‌ و دللناهما ‌علي‌ الطريق‌ المؤدي‌ ‌إلي‌ الحق‌ الموصل‌ ‌إلي‌ الجنة بإخلاص‌ الطاعة لله‌ ‌تعالي‌. و ‌قال‌ قتادة: الطريق‌ المستقيم‌ الإسلام‌ (وَ تَرَكنا عَلَيهِما فِي‌ الآخِرِين‌َ) ‌ أي ‌ الثناء الجميل‌. بأن‌ قلنا (سَلام‌ٌ عَلي‌ مُوسي‌ وَ هارُون‌َ) ‌کما‌ قلنا (سَلام‌ٌ عَلي‌ نُوح‌ٍ فِي‌ العالَمِين‌َ)[2].

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌ان‌ مثل‌ ‌ما فعل‌ لهما يفعل‌ بالمحسنين‌ المطيعين‌ و يجزيهم‌ بمثل‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ طاعاتهم‌، و دل‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ ‌ان‌ ‌ما ذكره‌ ‌الله‌ ‌کان‌ ‌علي‌ وجه‌ الثواب‌ ‌علي‌ الطاعات‌ لموسي‌ و هارون‌ و ‌من‌ تقدم‌ ذكره‌، لأن‌ لفظ الجزاء يفيد ‌ذلک‌. ‌ثم‌ اخبر ‌ان‌ موسي‌ ‌من‌ جملة عباده‌ المصدقين‌ بجميع‌ ‌ما أوجبه‌ ‌الله‌ ‌عليهم‌ العالمين‌ بذلك‌.


[1] ‌سورة‌ 95 التين‌ آية 6.
[2] آية 79 ‌من‌ ‌هذه‌ السورة.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 522
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست