يسمعونه من اللّه تعالي و يؤذنهم بدوام الأمن و السلامة و دوامهما مع سبوغ النعمة و الكرامة. ثم يقول للعصاة (امتازُوا اليَومَ أَيُّهَا المُجرِمُونَ) و معناه انفصلوا معاشر العصاة و امتازوا، الّذين اجترموا و ارتكبوا من المعاصي من جملة المؤمنين، و قال قتادة: معناه اعتزلوا معاشر العصاة عن کل خير، يقال تميز الشيء تميزاً و ميزته تمييزاً، و انماز انميازاً.
ثم حكي ما يقول تعالي لهم فانه يقول لهم (أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَنِي آدَمَ) يعني علي لسان أنبيائه (أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ) فجعل عبادتهم للأوثان بأمر الشيطان عبادة له (إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌ) أي ، و قلت لكم أن الشيطان لكم عدو مبين أي ظاهرة عداوته لكم.
وَ أَنِ اعبُدُونِي هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ (61) وَ لَقَد أَضَلَّ مِنكُم جِبِلاًّ كَثِيراً أَ فَلَم تَكُونُوا تَعقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ (63) اصلَوهَا اليَومَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ (64) اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلِّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ (65)
خمس آيات بلا خلاف.
قرأ إبن كثير و حمزة و الكسائي و خلف و رويس (جبلا) بضم الجيم و الباء خفيفة اللام. و قرأ نافع و ابو جعفر و عاصم بكسر الجيم و الباء مشددة.
و قرأ ابو عمرو و إبن عامر بضم الجيم ساكنة الباء خفيفة. هذه كلها لغات