آيات أربع.
قرأ إبن عامر و يعقوب «ساداتنا» بألف بعد الدال. الباقون بغير الف علي جمع التكسير، و الأول علي جمع الجمع، و قرأ عاصم و إبن عامر- في رواية الداحوني عن هشام «لعناً كبيراً» بالباء. بالباقون بالثاء.
العامل في قوله «يوم تقلب» قوله «وَ أَعَدَّ لَهُم سَعِيراً ... يَومَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُم» فالتقليب تصريف الشيء في الجهات، و مثله التنقيل من جهة الي جهة فهؤلاء تقلب وجوههم في النار، لأنه ابلغ في ما يصل اليهم من العذاب. و قوله «يَقُولُونَ يا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرَّسُولَا» حكاية ما يقول هؤلاء الكفار الّذين تقلب وجوههم في النار، فإنهم يقولون متمنين: يا ليتنا كنا اطعنا اللّه في ما أمرنا به و نهانا عنه، و يا ليتنا أطعنا الرسول في ما دعانا اليه. و حكي ايضاً انهم يقولون يا «رَبَّنا إِنّا أَطَعنا» في ما فعلنا «سادَتَنا وَ كُبَراءَنا» و السادة جمع سيد، و هو الملك المعظم ألذي يملك تدبير السواد الأعظم، و يقال للجمع الأكثر السواد الأعظم يراد به السواد المنافي لشدة البياض و الضياء الأعظم «فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» يعني هؤلاء الرؤساء أضلونا عن سبيل الحق.
و قيل الآية نزلت في الاثني عشر الّذين أطعموا الكفار يوم بدر من قريش. ثم حكي انهم يقولون «رَبَّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِ» لضلالهم في