responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 347

ثمان‌ آيات‌.

‌هذا‌ خطاب‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ للمؤمنين‌ المصدقين‌ بوحدانيته‌ المقرين‌ بصدق‌ أنبيائه‌، يأمرهم‌ بأن‌ يذكروا اللّه‌ ذكراً كثيراً، و الذكر الكثير ‌أن‌ نذكره‌ بصفاته‌ ‌الّتي‌ يختص‌ بها، و ‌لا‌ يشاركه‌ ‌فيها‌ غيره‌، و ننزهه‌ عما ‌لا‌ يليق‌ ‌به‌. و

روي‌ ‌في‌ اخبارنا ‌أن‌ ‌من‌ ‌قال‌: سبحان‌ ‌الله‌ و الحمد لله‌ و ‌لا‌ إله‌ ‌إلا‌ ‌الله‌ و ‌الله‌ اكبر ثلاثين‌ مرة، فقد ذكر ‌الله‌ كثيراً

، و ‌کل‌ صفة لله‌ ‌تعالي‌ فهي‌ صفة تعظيم‌، و ‌إذا‌ ذكر بأنه‌ شي‌ء وجب‌ ‌أن‌ يقال‌: إنه‌ شي‌ء ‌لا‌ كالأشياء، و كذلك‌ احد ليس‌ كمثله‌ شي‌ء و كذلك‌ القديم‌ ‌هو‌ الأول‌ قبل‌ ‌کل‌ شي‌ء، و الباقي‌ ‌بعد‌ فناء ‌کل‌ شي‌ء. و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ يذكر بفعل‌ ليس‌ ‌فيه‌ تعظيم‌، لان‌ جميع‌ ‌ما يفعله‌ يستحق‌ ‌به‌ الحمد و الوصف‌ بالجميل‌ ‌علي‌ جهة التعظيم‌، مثل‌ الذكر بالغني‌ و الكرم‌ ‌بما‌ يوجب‌ اتساع‌ النعم‌، و الذكر إحضار معني‌ الصفة للنفس‌ إما بإيجاد المعني‌ ‌في‌ النفس‌ ابتداء ‌من‌ ‌غير‌ طلب‌. و الآخر بالطلب‌ ‌من‌ جهة الفكر. و الذكر ‌قد‌ يجامع‌ العلم‌، و ‌قد‌ يجامع‌ الشك‌. و العلم‌ ‌لا‌ يجامع‌ الشك‌ ‌في‌ الشي‌ء ‌علي‌ وجه‌ واحد. و الذكر أيضاً يضاد السهو، و ‌لا‌ يضاد الشك‌، ‌کما‌ يضاده‌ العلم‌. و ‌قوله‌ (وَ سَبِّحُوه‌ُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا) أمر ‌لهم‌ بأن‌ ينزهوا ‌الله‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ ‌کل‌ قبيح‌ و جميع‌ ‌ما ‌لا‌ يليق‌ ‌به‌، بالغداة

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست