responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 346

و ‌قوله‌ (الَّذِين‌َ يُبَلِّغُون‌َ رِسالات‌ِ اللّه‌ِ) و ‌لا‌ يكتمونها بل‌ يؤدونها ‌الي‌ ‌من‌ بعثوا اليهم‌ (وَ يَخشَونَه‌ُ وَ لا يَخشَون‌َ أَحَداً إِلَّا اللّه‌َ) ‌ أي ‌ ‌لا‌ يخافون‌ سوي‌ اللّه‌ احداً و ‌قوله‌ (وَ كَفي‌ بِاللّه‌ِ حَسِيباً) ‌ أي ‌ كافياً و مجازياً. ‌ثم‌ ‌قال‌ (ما كان‌َ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن‌ رِجالِكُم‌) نزلت‌ ‌في‌ زيد ‌بن‌ حارثة لأنهم‌ كانوا يسمونه‌: زيد ‌بن‌ ‌محمّد‌، فبين‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ان‌ النبي‌ ليس‌ ب (أب‌ احد) منهم‌ ‌من‌ الرجال‌ و إنما ‌هو‌ ابو القاسم‌ و الطيب‌ و المطهر و إبراهيم‌، و كلهم‌ درجوا ‌في‌ الصغر. ذكره‌ قتادة. ‌ثم‌ ‌قال‌ (و لكن‌) ‌کان‌ (‌رسول‌ اللّه‌) و نصب‌ بإضمار (‌کان‌) و تقديره‌ و لكن‌ ‌کان‌ ‌رسول‌ اللّه‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و آله‌، و روي‌ ‌عبد‌ الوارث‌ ‌عن‌ أبي عمرو (و لكن‌) بالتشديد (‌رسول‌ اللّه‌) نصب‌ ب (لكن‌) (وَ خاتَم‌َ النَّبِيِّين‌َ) ‌ أي ‌ آخرهم‌، لأنه‌ ‌لا‌ نبي‌ بعده‌ ‌الي‌ يوم القيامة (وَ كان‌َ اللّه‌ُ بِكُل‌ِّ شَي‌ءٍ عَلِيماً) ‌ أي ‌ عالماً ‌لا‌ يخفي‌ ‌عليه‌ شي‌ء مما يصلح‌ العباد. و ‌قيل‌ إنما ذكر (وَ خاتَم‌َ النَّبِيِّين‌َ) هاهنا، لان‌ المعني‌ ‌أن‌ ‌من‌ ‌لا‌ يصلح‌ بهذا النبي‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ آخر الأنبياء، فهو مأيوس‌ ‌من‌ صلاحه‌ ‌من‌ حيث‌ انه‌ ليس‌ بعده‌ نبي‌ يصلح‌ ‌به‌ الخلق‌. و ‌من‌ استدل‌ بهذه‌ ‌الآية‌، و ‌هي‌ ‌قوله‌ (ما كان‌َ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن‌ رِجالِكُم‌) ‌علي‌ انه‌ ‌لم‌ يكن‌ الحسن‌ و الحسين‌ عليهما ‌السلام‌ ابنيه‌، فقد أبعد، لان‌ الحسن‌ و الحسين‌ كانا طفلين‌، ‌کما‌ انه‌ ‌کان‌ أبا إبراهيم‌ و إنما بقي‌ ‌أن‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ أباً للرجال‌ البالغين‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأحزاب‌ (33): الآيات‌ 41 ‌الي‌ 48]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا اذكُرُوا اللّه‌َ ذِكراً كَثِيراً (41) وَ سَبِّحُوه‌ُ بُكرَةً وَ أَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي‌ يُصَلِّي‌ عَلَيكُم‌ وَ مَلائِكَتُه‌ُ لِيُخرِجَكُم‌ مِن‌َ الظُّلُمات‌ِ إِلَي‌ النُّورِ وَ كان‌َ بِالمُؤمِنِين‌َ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُم‌ يَوم‌َ يَلقَونَه‌ُ سَلام‌ٌ وَ أَعَدَّ لَهُم‌ أَجراً كَرِيماً (44) يا أَيُّهَا النَّبِي‌ُّ إِنّا أَرسَلناك‌َ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً (45)

وَ داعِياً إِلَي‌ اللّه‌ِ بِإِذنِه‌ِ وَ سِراجاً مُنِيراً (46) وَ بَشِّرِ المُؤمِنِين‌َ بِأَن‌َّ لَهُم‌ مِن‌َ اللّه‌ِ فَضلاً كَبِيراً (47) وَ لا تُطِع‌ِ الكافِرِين‌َ وَ المُنافِقِين‌َ وَ دَع‌ أَذاهُم‌ وَ تَوَكَّل‌ عَلَي‌ اللّه‌ِ وَ كَفي‌ بِاللّه‌ِ وَكِيلاً (48)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست