الباقون بالتاء لتأنيث الخيرة. و الخيرة جمع خير و حكي خيرة بفتح الياء و سكونها و قرأ عاصم «و خاتم» بفتح التاء، الباقون بكسرها. و هو الأقوي، لأنه مشتق من ختم، فهو خاتم. و قال الحسن: خاتم و هو ألذي ختم به الأنبياء. و قيل: هما لغتان- فتح التاء و كسرها- و فيه لغة ثالثة (خاتام) و قرئ به في الشواذ.
و حكي ايضاً (ختام).
و روي عن إبن عباس، و ذهب اليه مجاهد، و قتادة أنه نزل قوله «وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ ...» الآية، في زينب بنت جحش، لما خطبها رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله لزيد بن حارثة فامتنعت لنسبها من قريش و إن زيداً کان عبداً، فأنزل اللّه الآية فرضيت به. و قال إبن زيد: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة إبن أبي معيط، و كانت وهبت نفسها لرسول اللّه صلي اللّه عليه و آله فزوجها زيد بن حارثة.
بين اللّه تعالي في هذه الآية انه لم يكن «لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً» بمعني إلزاماً و حكما «أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ» اي ليس لهم أن يتخيروا مع امر اللّه بشيء يترك به ما امر به الي ما لم يأذن فيه. و الخيرة إرادة اختيار الشيء علي غيره. و في ذلک دلالة علي فساد مذهب المجبرة في القضاء و القدر، لأنه لو کان اللّه تعالي قضي المعاصي لم يكن لأحد الخيرة، و لوجب
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 8 صفحة : 343