خمس آيات.
قرأ حمزة و الكسائي «و من يقنت منكن للّه و رسوله و يعمل صالحاً» بالياء فيهما علي اللفظ، لأن لفظة (من) مذكر. الباقون «و من يقنت»- بالياء- حملا علي اللفظ «و تعمل» بالتاء حملا علي المعني، لأن المعني من النساء، فكني بلفظ التأنيث، و لأنه قط ظهر علامة التأنيث في قوله «منكن» فكأن الرد عليه أولي من ردّه علي اللفظ. و روي في الشواذ «و من تقنت» بالتاء حملا علي المعني و ذلک جائز في العربية غير انه ليس بمعروف، و لا يقرأ به. و قرأ عاصم و نافع «و قرن» بفتح القاف بمعني أقررن «في بيوتكن» من قررت في المكان أقر قراراً إلا انه نقل حركة العين الي القاف، فانفتحت و سقطت الراء الأولي لالتقاء الساكنين كقولهم: في ظللت ظلت. و في أحست احست، و قالوا في يحططن من الجبل يحطن. و قال الزجاج: فيه لغتان (قررت في المكان و أقررت). الباقون بكسر القاف بمعني كن أهل و قر، أي هدوء و سكينة من وقر فلان في منزله يقر وقوراً إذا هدأ فيه و اطمأن. و يجوز أن يکون المراد الاستقرار، علي لغة حكاها الزجاج و الكسائي.
لما تهدد اللّه تعالي نساء النبي صلي اللّه عليه و آله بأن من يأت منهن بفاحشة ظاهرة من ارتكاب محظور، و ما نهي اللّه تعالي عنه انه يضاعف لها العذاب ضعفين لوقوع أفعالهن علي وجه يستحق به ذلک من حيث كن سواء اسوة يتأسي بهن غيرهن و رغبهن في هذه الآية بأن قال «وَ مَن يَقنُت مِنكُنَّ» أي من داوم منكن علي