responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 31

يقال‌: عكف‌ عكوفاً، فهو عاكف‌، و اعتكف‌ اعتكافاً. ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: معناه‌ فنظل‌ لها مصلين‌. و ‌قيل‌: ‌في‌ وجه‌ دخول‌ الشبهة ‌عليهم‌ ‌في‌ عبادة الأصنام‌ أشياء:

أحدها‌-‌ انهم‌ اعتقدوا أنها تقربهم‌ ‌الي‌ اللّه‌ زلفي‌ ‌کما‌ يتقرب‌ بتقبيل‌ بساط الملك‌ اليه‌.

و منها‌-‌ أنهم‌ اتخذوا هياكل‌ النجوم‌ ليحظوا بتوجه‌ العبادة ‌الي‌ هياكلها، ‌کما‌ يفعل‌ بالهند.

و منها‌-‌ ارتباط عبادة اللّه‌ بصورة يري‌ منها.

و منها‌-‌ انهم‌ توهموا خاصية ‌في‌ عبادة الصنم‌ يحظي‌ بها، كالخاصية ‌في‌ حجر المغناطيس‌.

و الشبهة الكبري‌ العامة ‌في‌ ‌ذلک‌ تقليد ‌الّذين‌ دخلت‌ ‌عليهم‌ الشبهة، و لذلك‌ «قالُوا بَل‌ وَجَدنا آباءَنا كَذلِك‌َ يَفعَلُون‌َ» و ‌لم‌ يحتجوا بشي‌ء سوي‌ التقليد، ‌ألذي‌ ‌هو‌ قبيح‌ ‌في‌ العقول‌. و العبادة خضوع‌ بالقلب‌ ‌في‌ أعلي‌ مراتب‌ الخضوع‌، ‌فلا‌ تستحق‌ ‌إلا‌ بأصول‌ النعم‌ و ‌بما‌ ‌کان‌ ‌في‌ أعلي‌ المراتب‌ ‌من‌ الإنسان‌، فكل‌ ‌من‌ ‌عبد‌ ‌غير‌ اللّه‌، فهو جاهل‌ بموجب‌ العبادة، كافر لنعم‌ اللّه‌، لان‌ ‌من‌ حقه‌ إخلاص‌ العبادة ‌له‌.

‌فقال‌ ‌لهم‌ ابراهيم‌ (ع‌) «هَل‌ يَسمَعُونَكُم‌» ‌هذه‌ الأصنام‌ ‌الّتي‌ تعبدونها ‌إذا‌ دعوتموها؟ ‌ أي ‌ هل‌ يسمعون‌ أصواتكم‌، لان‌ أجسامهم‌ ‌لا‌ تسمع‌ «أَو يَنفَعُونَكُم‌» بشي‌ء ‌من‌ المنافع‌ «أَو يَضُرُّون‌َ» بشي‌ء ‌من‌ المضار؟. و انما ‌قال‌ ‌ذلک‌، لان‌ ‌من‌ ‌لا‌ يملك‌ النفع‌ و الضر، ‌لا‌ تحسن‌ عبادته‌، لأنها ضرب‌ ‌من‌ الشكر، و ‌لا‌ يستحق‌ الشكر ‌إلا‌ بالنعم‌، فمن‌ ‌لا‌ يصح‌ ‌منه‌ الانعام‌ يقبح‌ شكره‌، و ‌من‌ قبح‌ شكره‌ قبحت‌ عبادته‌. فقالوا عند ‌ذلک‌ «وَجَدنا آباءَنا كَذلِك‌َ يَفعَلُون‌َ» أحالوا ‌علي‌ مجرد

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست