خمس آيات بصري و شامي و اربع فيما عداهما عدوا (مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) و لم يعده الباقون.
يقول الله تعالي مخاطباً لنبيه صلي اللّه عليه و آله و المراد به جميع المكلفين منبهاً لهم علي جهات نعمه الّتي أنعم بها عليهم و ما يدلهم علي انه يستحق العبادة خالصاً، فقال (ا لم تر) و معناه ا لم تعلم (ان الفلك) و هي السفن تجري في البحر بنعمة الله عليكم (لِيُرِيَكُم مِن آياتِهِ) اي ليريكم بعض أدلته الدالة علي وحدانيته، و وجه الدلالة في ذلک ان الله تعالي يجري الفلك بالرياح الّتي يرسلها في الوجوه الّتي تريدون المسير فيها، و لو اجتمع جميع الخلق ليجروا الفلك في بعض الجهات مخالفاً لجهة الرياح لما قدروا علي ذلک. و في ذلک أعظم دلالة علي ان المجري لها بالرياح هو القادر ألذي لا يعجزه شيء، و ذلک بعض الأدلة الّتي تدل علي وحدانيته، فلذلك قال (من آياته) ثم قال (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) يعني في تسخير الفلك و إجرائها في البحر علي ما بيناه لدلالات (لكل صبار) يعني الصبار علي مشاق التكليف. و علي الم المصائب، و أذي الكفار (شكور) لنعم الله عليهم و أضاف الآيات اليهم لما كانوا هم المنتفعين بها، و انما ذكر (لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ) لأن الصبر عليه بأمر الله، و الشكر لنعم الله من أفضل