responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 179

مثل‌ منزلته‌، و مثل‌ ماله‌ و إنهم‌ قالوا ‌ان‌ قارون‌ «لَذُو حَظٍّ» ‌من‌ الدنيا و نعيمها «عَظِيم‌ٍ». ‌ثم‌ حكي‌ ‌ما ‌قال‌ المؤمنون‌ بثواب‌ اللّه‌ المصدقون‌ بوعده‌ ‌في‌ جوابهم‌ «وَيلَكُم‌ ثَواب‌ُ اللّه‌ِ خَيرٌ لِمَن‌ آمَن‌َ وَ عَمِل‌َ صالِحاً» مما أوتي‌ قارون‌، و حذف‌ لدلالة الكلام‌ ‌عليه‌. و ‌قوله‌ «وَ لا يُلَقّاها إِلَّا الصّابِرُون‌َ» ‌ أي ‌ ‌ما يلقي‌ مثل‌ ‌هذه‌ الكلمة ‌إلا‌ الصابرون‌ ‌علي‌ أمر ‌الله‌. و ‌قيل‌: و ‌ما يلقي‌ نعمة ‌الله‌ ‌من‌ الثواب‌ ‌إلا‌ الصابرون‌.

فان‌ ‌قيل‌: أ ليس‌ عندكم‌ ‌أن‌ ‌الله‌ ‌لا‌ يؤتي‌ الحرام‌ أحداً! و ‌قد‌ ‌قال‌-‌ هاهنا‌-‌ «وَ ابتَغ‌ِ فِيما آتاك‌َ اللّه‌ُ» فأخبر انه‌ آتاه‌.

‌قيل‌: ‌لا‌ يعلم‌ ‌أن‌ ‌ذلک‌ المال‌ ‌کان‌ حراماً، و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ حلالا ورثه‌ ‌أو‌ كسبه‌ بالمكاسب‌ و المتاجر، ‌ثم‌ ‌لم‌ يخرج‌ حق‌ ‌الله‌ ‌منه‌ و طغي‌ فسخط ‌الله‌ ‌عليه‌ و عاقبه‌ لطغيانه‌ و عصيانه‌ ‌لا‌ ‌علي‌ كسب‌ المال‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ القصص‌ (28): الآيات‌ 81 ‌الي‌ 88]

فَخَسَفنا بِه‌ِ وَ بِدارِه‌ِ الأَرض‌َ فَما كان‌َ لَه‌ُ مِن‌ فِئَةٍ يَنصُرُونَه‌ُ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ وَ ما كان‌َ مِن‌َ المُنتَصِرِين‌َ (81) وَ أَصبَح‌َ الَّذِين‌َ تَمَنَّوا مَكانَه‌ُ بِالأَمس‌ِ يَقُولُون‌َ وَيكَأَن‌َّ اللّه‌َ يَبسُطُ الرِّزق‌َ لِمَن‌ يَشاءُ مِن‌ عِبادِه‌ِ وَ يَقدِرُ لَو لا أَن‌ مَن‌َّ اللّه‌ُ عَلَينا لَخَسَف‌َ بِنا وَيكَأَنَّه‌ُ لا يُفلِح‌ُ الكافِرُون‌َ (82) تِلك‌َ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلَّذِين‌َ لا يُرِيدُون‌َ عُلُوًّا فِي‌ الأَرض‌ِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتَّقِين‌َ (83) مَن‌ جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَه‌ُ خَيرٌ مِنها وَ مَن‌ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجزَي‌ الَّذِين‌َ عَمِلُوا السَّيِّئات‌ِ إِلاّ ما كانُوا يَعمَلُون‌َ (84) إِن‌َّ الَّذِي‌ فَرَض‌َ عَلَيك‌َ القُرآن‌َ لَرادُّك‌َ إِلي‌ مَعادٍ قُل‌ رَبِّي‌ أَعلَم‌ُ مَن‌ جاءَ بِالهُدي‌ وَ مَن‌ هُوَ فِي‌ ضَلال‌ٍ مُبِين‌ٍ (85)

وَ ما كُنت‌َ تَرجُوا أَن‌ يُلقي‌ إِلَيك‌َ الكِتاب‌ُ إِلاّ رَحمَةً مِن‌ رَبِّك‌َ فَلا تَكُونَن‌َّ ظَهِيراً لِلكافِرِين‌َ (86) وَ لا يَصُدُّنَّك‌َ عَن‌ آيات‌ِ اللّه‌ِ بَعدَ إِذ أُنزِلَت‌ إِلَيك‌َ وَ ادع‌ُ إِلي‌ رَبِّك‌َ وَ لا تَكُونَن‌َّ مِن‌َ المُشرِكِين‌َ (87) وَ لا تَدع‌ُ مَع‌َ اللّه‌ِ إِلهاً آخَرَ لا إِله‌َ إِلاّ هُوَ كُل‌ُّ شَي‌ءٍ هالِك‌ٌ إِلاّ وَجهَه‌ُ لَه‌ُ الحُكم‌ُ وَ إِلَيه‌ِ تُرجَعُون‌َ (88)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست