و قال مجاهد: تقرضهم تتركهم. و قال ابو عبيدة كذلك هو في كلامهم يقال: قرضت الموضع إذا قطعته و جاوزته. و قال الكسائي و الفراء: هو المجاوزة يقال: قرضني فلان يقرضني و جازني يجوزني بمعني واحد، قال ذو الرمة:
الي قرض يقرض أجواز مشرف شمالا و عن ايمانهن الفوارس[1]
و القرض يستعمل في أشياء غير هذا، فمنه القطع للثوب و غيره، و منه سمي المقراض، و منه قرض الفار. و قال ابو الدرداء: (إن قارضتهم قارضوك و إن تركتهم لم يتركوك) و معناه إن طعنت فيهم و عبتهم فعلوا بك مثله و إن تركتهم منه لم يتركوك.
و القرض، من يتقارض النّاس بينهم الأموال، و قد يکون ذلک في الثناء تثني عليه کما يثني عليك. و القرض بلغة أهل الحجاز المضاربة، و القرض قول الشعر القصيد منه خاصة دون الرجز، و قيل للشعر قريض. و من ذلک قول الأغلب العجلي:
[1] ديوانه 313 و تفسير الطبري 15/ 130 و تفسير القرطبي 10/ 469 و الصحاح و التاج، و اللسان (قرض) و مجمع البلدان 4/ 463 و مجاز القرآن 1/ 400 و غيرها.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 7 صفحة : 20