responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 88

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): الآيات‌ 121 ‌الي‌ 122]

وَ قُل‌ لِلَّذِين‌َ لا يُؤمِنُون‌َ اعمَلُوا عَلي‌ مَكانَتِكُم‌ إِنّا عامِلُون‌َ (121) وَ انتَظِرُوا إِنّا مُنتَظِرُون‌َ (122)

آيتان‌ ‌في‌ الكوفي‌ و البصري‌، و إحدي‌ المدينين‌ تمام‌ الاولي‌ انا عاملون‌، و آية فيما سوي‌ ‌ذلک‌.

أمر اللّه‌ نبيه‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌ان‌ يقول‌ للكفار ‌الّذين‌ ‌لا‌ يصدقون‌ بتوحيد اللّه‌ و ‌لا‌ يعترفون‌ بنبوة نبيه‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ «اعمَلُوا عَلي‌ مَكانَتِكُم‌» و المكانة الطريقة ‌الّتي‌ يتمكن‌ ‌من‌ العمل‌ عليها، و يقال‌: ‌له‌ مكانة عند السلطان‌-‌ ‌ أي ‌ جاه‌، و قدر‌-‌ و ‌هذا‌ خرج‌ مخرج‌ التهديد، و ‌هو‌ مثل‌ ‌قوله‌ «اعمَلُوا ما شِئتُم‌»[1].

و ‌قوله‌ «إِنّا عامِلُون‌َ» معناه‌ إنا عاملون‌ ‌علي‌ الايمان‌ ‌ألذي‌ أمرنا اللّه‌ ‌به‌ و دعانا اليه‌.

و ‌قوله‌ «وَ انتَظِرُوا» ‌ أي ‌ توقعوا، و ‌قد‌ فرق‌ بينهما بأن‌ التوقع‌ طلب‌ ‌ما يقدر ‌أنه‌ يقع‌، لأنه‌ ‌من‌ الوقوع‌. و الانتظار طلب‌ ‌ما يقدر النظر اليه‌، لأنه‌ ‌من‌ النظر.

و الفرق‌ ‌بين‌ الانتظار و الترجي‌، ‌أن‌ الترجي‌ للخير خاصة، و الانتظار ‌في‌ الخير و الشر. و ‌لو‌ دخلت‌ الفاء ‌في‌ ‌قوله‌ «إنا» لأفاد ‌أن‌ الثاني‌ لأجل‌ الأول‌ و حيث‌ ‌لم‌ تدخل‌ ‌لم‌ تفد ‌ذلک‌.

و متعلق‌ الانتظار يحتمل‌ أمرين‌:

أحدهما‌-‌ انتظروا ‌ما يعدكم‌ الشيطان‌ ‌من‌ الغرور، فانا منتظرون‌ ‌ما يعدنا ربنا ‌من‌ النصر و العلوّ، ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ جريج‌.


[1] ‌سورة‌ حم‌ السجدة آية. 4.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست