responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 81

أحدهما‌-‌ العلم‌ ‌بما‌ يعقب‌ ‌من‌ الخير ‌في‌ ‌کل‌ وجه‌ و عادة النفس‌ ‌له‌.

و الثاني‌-‌ استشعار ‌ما ‌في‌ لزوم‌ الحق‌ ‌من‌ العز و الأجر بطاعة اللّه‌. و الصبر مأخوذ ‌من‌ الصبر المر، لأنه‌ تجرع‌ مرارة الحق‌ بحسب‌ النفس‌ ‌عن‌ الخروج‌ ‌الي‌ المشتهي‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): آية 116]

فَلَو لا كان‌َ مِن‌َ القُرُون‌ِ مِن‌ قَبلِكُم‌ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنهَون‌َ عَن‌ِ الفَسادِ فِي‌ الأَرض‌ِ إِلاّ قَلِيلاً مِمَّن‌ أَنجَينا مِنهُم‌ وَ اتَّبَع‌َ الَّذِين‌َ ظَلَمُوا ما أُترِفُوا فِيه‌ِ وَ كانُوا مُجرِمِين‌َ (116)

آية بلا خلاف‌.

معني‌ «فَلَو لا كان‌َ» هلا ‌کان‌، و ‌لم‌ ‌لا‌، و ألا ‌کان‌، و معناه‌ النفي‌ و تقديره‌ ‌لم‌ يكن‌ ‌من‌ القرون‌ ‌من‌ قبلكم‌، فهو تعجيب‌ و توبيخ‌ لهؤلاء ‌الّذين‌ سلكوا سبيل‌ ‌من‌ ‌کان‌ قبلهم‌ ‌في‌ الفساد نحو عاد و ثمود، و سائر القرون‌ ‌الّذين‌ مرّ ذكرهم‌ ‌في‌ القرآن‌، و أخبر اللّه‌ بهلاكها «أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنهَون‌َ عَن‌ِ الفَسادِ فِي‌ الأَرض‌ِ» ‌ أي ‌ ‌کان‌ يجب‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ منهم‌ قوم‌ باقون‌ ‌في‌ ‌الإرض‌ ينهون‌ ‌عن‌ الفساد ‌في‌ ‌الإرض‌ ‌مع‌ إنعام‌ اللّه‌ ‌عليهم‌ بكمال‌ العقل‌ و القدرة، و بعثة الرسل‌ اليهم‌، و اقامة الحجج‌. و أولوا بقية ‌هم‌ الباقون‌، فعجب‌ اللّه‌ نبيه‌ كيف‌ ‌لم‌ يكن‌ منهم‌ بقية ‌في‌ ‌الإرض‌ يأمرون‌ ‌فيها‌ بالمعروف‌ و ينهون‌ ‌فيها‌ ‌عن‌ المنكر، و كيف‌ اجتمعوا ‌علي‌ الكفر ‌حتي‌ استأصلهم‌ اللّه‌ بالعذاب‌ و العقوبات‌ لكفرهم‌ باللّه‌ و معاصيهم‌ ‌له‌ ‌ثم‌ استثنا بقوله‌ «الا قليلا» و المعني‌ انهم‌ هلكوا جميعاً الا قليلًا ممن‌ أنجي‌ اللّه‌ منهم‌، و ‌هم‌ ‌الّذين‌ آمنوا ‌مع‌ الرسل‌، و نجوا معهم‌ ‌من‌ العذاب‌ ‌ألذي‌ نزل‌ بقومهم‌.

و ‌قوله‌ «وَ اتَّبَع‌َ الَّذِين‌َ ظَلَمُوا ما أُترِفُوا فِيه‌ِ وَ كانُوا مُجرِمِين‌َ» معناه‌ أنهم‌ اتبعوا

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست