responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 8

و (مفعال‌) صفة للمبالغة كقولهم‌: منجار، و معطار، و مغزار. و مثله‌ «وَ مَن‌ يَتَّق‌ِ اللّه‌َ يَجعَل‌ لَه‌ُ مَخرَجاً. وَ يَرزُقه‌ُ مِن‌ حَيث‌ُ لا يَحتَسِب‌ُ»[1] و ‌لو‌ ‌لا‌ ‌هذا‌ الوعد ‌لما‌ وجب‌ ‌ذلک‌. و اما الثواب‌ ‌علي‌ التوبة فمعلوم‌ عقلًا.

و ‌قوله‌ «وَ يَزِدكُم‌ قُوَّةً إِلي‌ قُوَّتِكُم‌ وَ لا تَتَوَلَّوا مُجرِمِين‌َ» معنا ‌ان‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌إذا‌ تبتم‌ «يُرسِل‌ِ السَّماءَ عَلَيكُم‌ مِدراراً وَ يَزِدكُم‌ قُوَّةً إِلي‌» القوة ‌الّتي‌ فعلها فيكم‌، و يجوز ‌ان‌ يريد بذلك‌ تمكينهم‌ ‌من‌ النعم‌ ‌الّتي‌ ينتفعون‌ بها و يلتذون‌ باستعمالها، فان‌ ‌ذلک‌ يسمي‌ قوة.

و ‌قوله‌ «وَ لا تَتَوَلَّوا مُجرِمِين‌َ» تمام‌ الحكاية عنه‌ انه‌ ‌قال‌ لقومه‌ ‌لا‌ تتولوا ‌من‌ عصا اللّه‌ و ترك‌ عبادته‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): آية 53]

قالُوا يا هُودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَ ما نَحن‌ُ بِتارِكِي‌ آلِهَتِنا عَن‌ قَولِك‌َ وَ ما نَحن‌ُ لَك‌َ بِمُؤمِنِين‌َ (53)

آية بلا خلاف‌.

‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ حكاية عما قاله‌ قوم‌ هود ‌له‌ حين‌ دعاهم‌ ‌الي‌ عبادة اللّه‌ و ترك‌ ‌ما سواه‌ بأنهم‌ قالوا ‌له‌ ‌ يا ‌ هود ‌لم‌ تجئنا ببينة يعني‌ بحجة دالة ‌علي‌ صدقك‌ و لسنا نترك‌ عبادة آلهتنا لأجل‌ قولك‌ و لسنا مصدقيك‌، و ‌لا‌ معترفين‌ بعبادة إلهك‌ ‌ألذي‌ تدعي‌ انك‌ رسوله‌، فالبينة الحجة الواضحة ‌الّتي‌ تفصل‌ ‌بين‌ الحق‌ و الباطل‌. و البيان‌ فصل‌ المعني‌ ‌من‌ غيره‌ ‌حتي‌ يظهر للنفس‌ متميزاً مما سواه‌، و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ حملهم‌ ‌علي‌ رفع‌ البينة ‌مع‌ ظهورها أمور:

أحدها‌-‌ تقليد الآباء و الرؤساء فدفعوها لذلك‌.

و منها اتهامهم‌ لمن‌ جاء بها حيث‌ ‌لم‌ ينظروا ‌فيها‌.


[1] ‌سورة‌ الطلاق‌ آية 2‌-‌ 3.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست