من يحل به العذاب ألذي يخزيه اي يفضحه و يذله، و هو أشد من العذاب ألذي لا يفضح «وَ مَن هُوَ كاذِبٌ» و تعرفون من هو الكاذب مني و منكم.
و قوله «و ارتقبوا» معناه انتظروا ما وعدتكم به من العذاب، يقال رقبه يرقبه رقوباً و ارتقبه ارتقاباً و ترقباً «إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ» اي منتظر لنزول ذلک بكم. و موضع «من يأتيه» ان جعلت (من) بمعني ألذي نصب، و قوله «وَ مَن هُوَ كاذِبٌ» عطف عليه، و ان جعلتها للاستفهام کان موضعها الرفع، ذكره الفراء و ادخلوا (هو) في قوله «و من هو» لأنهم لا يقولون: من قائم! و لا من قاعد!، و انما يقولون: من قام! و من يقوم! أو من القائم! فلما لم يقولوا إلا المعرفة او يفعل، ادخلوا (هو) مع قائم، ليكونا جميعاً في مقام (فعل، و يفعل) لأنهما يقومان مقام اثنين، و قد ورد في الشعر من قائم! قال الشاعر:
من شارب مربح بالكأس نادمني لا بالحصور و لا فيها بسئوار[1]
قال الفراء: و ربما خفضوا بعدها، فيقولون: من رجل يتصدق عليّ! بتأويل هل من رجل!
وَ لَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيباً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَ أَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحُوا فِي دِيارِهِم جاثِمِينَ (94)
آية بلا خلاف.
اخبر اللّه تعالي انه «لَمّا جاءَ أَمرُنا» اللّه باهلاك قوم شعيب، و قد بينا معناه فيما مضي[2] «نَجَّينا شُعَيباً» اي خلصناه، و نجينا معه من کان مؤمناً من قومه برحمة