responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 49

عرفوا صحته‌. و وجه‌ آخر‌-‌ ‌ان‌ المراد «إِن‌ كُنتُم‌ مُؤمِنِين‌َ» فهو ثابت‌.

و ‌قوله‌ «وَ ما أَنَا عَلَيكُم‌ بِحَفِيظٍ» معناه‌ هاهنا ‌ان‌ ‌هذه‌ النعمة ‌الّتي‌ أنعمها اللّه‌ عليكم‌ لست‌ أقدر ‌علي‌ حفظها عليكم‌. و إنما يحفظها اللّه‌ عليكم‌. ‌إذا‌ أطعتموه‌، فان‌ عصيتموه‌ أزالها عنكم‌.

و ‌قال‌ قوم‌ «وَ ما أَنَا عَلَيكُم‌ بِحَفِيظٍ» احفظ عليكم‌ كيلكم‌ و وزنكم‌ ‌حتي‌ توفوا ‌النّاس‌ حقوقهم‌، و ‌لا‌ تظلموهم‌، و إنما علي‌ ‌ان‌ أنهاكم‌ عنه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): آية 87]

قالُوا يا شُعَيب‌ُ أَ صَلاتُك‌َ تَأمُرُك‌َ أَن‌ نَترُك‌َ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن‌ نَفعَل‌َ فِي‌ أَموالِنا ما نَشؤُا إِنَّك‌َ لَأَنت‌َ الحَلِيم‌ُ الرَّشِيدُ (87)

آية بلا خلاف‌.

قرأ اهل‌ الكوفة ‌إلا‌ أبا بكر «أ صلاتك‌» ‌علي‌ التوحيد. الباقون‌ ‌علي‌ الجمع‌.

‌هذا‌ حكاية ‌ما ‌قال‌ قوم‌ شعيب‌ ‌له‌ (ع‌) حين‌ نهاهم‌ ‌عن‌ بخس‌ المكيال‌ و الميزان‌ و أمرهم‌ بايفاء الحقوق‌ «يا شُعَيب‌ُ أَ صَلاتُك‌َ تَأمُرُك‌َ» بهذا، ‌قال‌ الحسن‌ و أرادوا بالصلاة الدين‌ ‌ أي ‌ أدينك‌. و ‌قال‌ الجبائي‌ يريدون‌ ‌ما كانوا يرونه‌ ‌من‌ صلاته‌ للّه‌ و عبادته‌ إياه‌، و انما أضاف‌ ‌ذلک‌ ‌الي‌ الصلاة، لأنها بمنزلة الامر بالخير، و التناهي‌ ‌عن‌ المنكر، و ‌قيل‌ أدينك‌، ‌علي‌ ‌ما حكيناه‌ ‌عن‌ الحسن‌.

و ‌قوله‌ «أَن‌ نَترُك‌َ ما يَعبُدُ آباؤُنا» كرهوا الانتقال‌ ‌عن‌ دين‌ آبائهم‌ و دخلت‌ ‌عليهم‌ شبهة بذلك‌، لأنهم‌ كانوا يعظمون‌ آباءهم‌ و ينزهونهم‌ ‌عن‌ الغلط ‌في‌ الأمر، فقالوا ‌لو‌ ‌لم‌ يكن‌ صواباً ‌ما فعلوه‌، و ‌ان‌ خفي‌ عنا وجهه‌. و ‌قوله‌ «إِنَّك‌َ لَأَنت‌َ الحَلِيم‌ُ الرَّشِيدُ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست