الثامن- قال إبن زيد من السماء الدنيا، و هي تسمي سجيلًا.
و معني «منضود» قيل فيه قولان:
أحدهما- قال الربيع نضد بعضه علي بعض حتي صار حجراً، و قال قتادة مصفوف في تتابع، و هو من صفة سجيل، فلذلك جره.
و قوله «مسومة» يعني معلمة، و ذلک انه جعل فيها علامات تدل علي انها معدة للعذاب، فاهلكوا بها، قال قتادة: كانوا أربعة آلاف الف. و قيل:
كانت مخططة بسواد و حمرة ذكره الفراء فتلك تعليمها، و نصب (مسومة) علي الحال من الحجارة.
و قوله «عند ربك» معناه في خزائنه الّتي لا يتصرف في شيء منها إلا باذنه، فإذا أمر الملك ان يمطرها علي قوم فعل ذلک باذنه. و اصل المسوّمة من السيماء، و هي العلامة، و ذلک ان الإبل السائمة تختلط في المرعي، فيجعل عليها السيماء لتمييزها.
و قوله «وَ ما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ» قيل في معناه قولان:
أحدهما- ان مثل ذلک ليس ببعيد من ظالمي قومك يا محمّد أراد به اذهاب قريش، و قال ابو علي ذلک لا يکون إلا في زمان نبي أو عند القيامة، لأنه معجز.
و الثاني- قال «وَ ما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ» يعني من قوم لوط انها لم تكن تخطيهم. و قال مجاهد: إن جبرائيل (ع) ادخل جناحه تحت الإرض السفلي من قوم