responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 439

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النحل‌ (16): الآيات‌ 125 ‌الي‌ 128]

ادع‌ُ إِلي‌ سَبِيل‌ِ رَبِّك‌َ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم‌ بِالَّتِي‌ هِي‌َ أَحسَن‌ُ إِن‌َّ رَبَّك‌َ هُوَ أَعلَم‌ُ بِمَن‌ ضَل‌َّ عَن‌ سَبِيلِه‌ِ وَ هُوَ أَعلَم‌ُ بِالمُهتَدِين‌َ (125) وَ إِن‌ عاقَبتُم‌ فَعاقِبُوا بِمِثل‌ِ ما عُوقِبتُم‌ بِه‌ِ وَ لَئِن‌ صَبَرتُم‌ لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِين‌َ (126) وَ اصبِر وَ ما صَبرُك‌َ إِلاّ بِاللّه‌ِ وَ لا تَحزَن‌ عَلَيهِم‌ وَ لا تَك‌ُ فِي‌ ضَيق‌ٍ مِمّا يَمكُرُون‌َ (127) إِن‌َّ اللّه‌َ مَع‌َ الَّذِين‌َ اتَّقَوا وَ الَّذِين‌َ هُم‌ مُحسِنُون‌َ (128)

أربع‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

قرأ ‌إبن‌ كثير و إسماعيل‌ ‌عن‌ نافع‌ «ضيق‌» بكسر الضاد. الباقون‌ بفتحها، فمن‌ فتح‌ أراد «ضيق‌» فخفف‌ مثل‌ سيد و سيد، و ميت‌ و ميت‌ و هين‌ و هين‌.

و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ أراد جمع‌ ضيقة ‌کما‌ ‌قال‌ الشاعر:

كشف‌ الضيقة عنا و فسح‌

و ‌من‌ كسر يجوز ‌أن‌ يجعله‌ لغتين‌، و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ الضَيق‌ اسماً و الضِيق‌ مصدراً و الاختيار ‌ان‌ يقال‌: الضِيق‌ ‌في‌ المكان‌ و المنزل‌، و الضَيق‌ ‌في‌ ‌غير‌ ‌ذلک‌، فان‌ ‌کان‌ كذلك‌ «فالاختيار وَ لا تَك‌ُ فِي‌ ضَيق‌ٍ» لأنه‌ ‌تعالي‌ ‌لم‌ يرد ضيق‌ المعيشة، و ‌لا‌ ضيق‌ المنزل‌. و أصل‌ «ولاتك‌» و ‌لا‌ تكن‌، فاستثقلوا الضمة ‌علي‌ الواو فنقلوها ‌إلي‌ الكاف‌، فالتقي‌ ساكنان‌: الواو، و النون‌، فحذفوا الواو، لالتقاء الساكنين‌، و ‌من‌ حذف‌ النون‌ أيضاً، فلان‌ النون‌ ضارعت‌ حروف‌ المدّ و اللين‌، و كثر استعمال‌ (‌کان‌ ‌يکون‌) فحذفوها كذلك‌ ألا تري‌ أنك‌ تقول‌: ‌لم‌ يكونا. و الأصل‌ يكونان‌ فأسقطوا النون‌ بالجزم‌ و شبهوا ‌لم‌ يك‌ ‌في‌ حذف‌ النون‌ بلم‌ يكونا.

أمر اللّه‌ ‌تعالي‌ نبيه‌ ‌محمّد‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌أن‌ يدعو عباده‌ المكلفين‌ بالحكمة، و ‌هو‌ ‌أن‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست