responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 432

‌کما‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ حكاية عنهم‌: «وَ اللّه‌ِ رَبِّنا ما كُنّا مُشرِكِين‌َ»[1] و ‌قال‌ الأتباع‌ «رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِم‌ عَذاباً ضِعفاً مِن‌َ النّارِ»[2] فهم‌ يجادلون‌ الملك‌ السائل‌ ‌لهم‌ ‌بين‌ يدي‌ اللّه‌، و ‌قيل‌: تحتج‌ ‌عن‌ نفسها ‌بما‌ تقدّر ‌به‌ ازالة العقاب‌ عنها.

‌ثم‌ اخبر ‌الله‌ ‌ان‌ كل‌ّ نفس‌ توّفي‌ جزاء ‌ما عملته‌ ‌علي‌ الطاعة الثواب‌ و ‌علي‌ المعصية العقاب‌، و ‌لا‌ يظلم‌ احد ‌في‌ ‌ذلک‌ اليوم‌ أحداً.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النحل‌ (16): آية 112]

وَ ضَرَب‌َ اللّه‌ُ مَثَلاً قَريَةً كانَت‌ آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن‌ كُل‌ِّ مَكان‌ٍ فَكَفَرَت‌ بِأَنعُم‌ِ اللّه‌ِ فَأَذاقَهَا اللّه‌ُ لِباس‌َ الجُوع‌ِ وَ الخَوف‌ِ بِما كانُوا يَصنَعُون‌َ (112)

آية بلا خلاف‌.

التقدير ضرب‌ اللّه‌ مثلًا مثل‌ قرية، و ‌قيل‌ ‌في‌ القرية ‌الّتي‌ ضرب‌ ‌الله‌ بها ‌هذا‌ المثل‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و قتادة: إنها مكة، لأنها كانت‌ بهذه‌ الصفات‌ ‌الّتي‌ ذكرها اللّه‌. و ‌قال‌ آخرون‌: اي‌ قرية كانت‌ ‌علي‌ ‌هذه‌ الصفة، فهذه‌ صورتها.

و ‌قوله‌ «كانَت‌ آمِنَةً مُطمَئِنَّةً» ‌ أي ‌ يأمن‌ ‌النّاس‌ ‌فيها‌ ‌علي‌ نفوسهم‌ و أموالهم‌ ‌لا‌ يخافون‌ الغارة و النهب‌، ‌کما‌ يخاف‌ سائر العرب‌، و يطمئنون‌ ‌فيها‌، ‌لا‌ يحتاجون‌ ‌فيها‌ ‌ان‌ ينتجعوا ‌الي‌ غيرها، ‌کما‌ يحتاج‌ غيرهم‌ اليه‌: و ‌کان‌ ‌مع‌ ‌ذلک‌ يجيؤها رزقها، اي‌ رزق‌ أهلها ‌من‌ ‌کل‌ موضع‌، لأنه‌ ‌کان‌ يجلب‌ اليها تفضلا ‌منه‌ ‌تعالي‌ «فَكَفَرَت‌ بِأَنعُم‌ِ اللّه‌ِ» و المراد كفر أهلها، «بأنعم‌ ‌الله‌». و انما أضاف‌ الكفر ‌الي‌ القرية مجازا، و لذلك‌ أنث‌ الفعل‌. و ‌قيل‌ ‌في‌ واحد أنعم‌ اللّه‌ ثلاثة اقوال‌:


[1] ‌سورة‌ الانعام‌ آية 23
[2] ‌سورة‌ الاعراف‌ آية 37
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست