responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 430

للمؤمنين‌ ‌الّذين‌ اهتدوا بها، فلذلك‌ نفاها عنهم‌ فكأنها ‌لم‌ تكن‌ ‌لهم‌، و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ المراد انه‌ ‌لا‌ يهديهم‌ بهدي‌ المؤمنين‌ ‌من‌ فعل‌ الألطاف‌ و المدح‌ بالاهتداء، لكونهم‌ كفاراً. ‌ثم‌ اخبر ‌ان‌ أولئك‌ الكفار ‌هم‌ «الَّذِين‌َ طَبَع‌َ اللّه‌ُ عَلي‌ قُلُوبِهِم‌ وَ سَمعِهِم‌ وَ أَبصارِهِم‌ وَ أُولئِك‌َ هُم‌ُ الغافِلُون‌َ» و بينا معني‌ الطبع‌ ‌علي‌ القلوب‌ و السمع‌ و الأبصار ‌في‌ ‌سورة‌ البقرة[1] و ‌ان‌ ‌ذلک‌ سمة ‌من‌ اللّه‌ جعلها للملائكة ليفرقوا ‌بين‌ الكافر و المؤمن‌، جزاء و عقوبة ‌علي‌ كفرهم‌، و ‌ان‌ ‌ذلک‌ ‌غير‌ محيل‌ بينهم‌ و ‌بين‌ اختيار الايمان‌ ‌لو‌ أرادوه‌، و انما وصفهم‌ بعوم‌ الغفلة ‌مع‌ الخواطر ‌الّتي‌ تزعجهم‌ لأمرين‌:

أحدهما‌-‌ انهم‌ بمنزلة الغافلين‌ ذمّاً ‌لهم‌.

الثاني‌-‌ لجهلهم‌ عما يؤدي‌ اليه‌ حالهم‌، و ‌ان‌ كانت‌ الخواطر ‌الي‌ النظر تزعجهم‌.

و ‌قوله‌ «‌لا‌ جرم‌ انهم‌» معناه‌ حق‌َّ ‌لهم‌ «أَنَّهُم‌ فِي‌ الآخِرَةِ هُم‌ُ الخاسِرُون‌َ» ‌الّذين‌ خسروا صفقتهم‌ لفوات‌ الثواب‌ و حصول‌ العقاب‌ و موضع‌ (انهم‌) يحتمل‌ أمرين‌ ‌من‌ الاعراب‌:

أحدهما‌-‌ النصب‌ ‌علي‌ معني‌: ‌لا‌ بد انهم‌ اي‌ ‌لا‌ بد ‌من‌ ذا، و يجوز ‌علي‌ جرم‌ فعلهم‌ ‌أن‌ ‌لهم‌ النار اي‌ قطع‌ بذا و تكون‌ (‌لا‌) صلة.

و الثاني‌-‌ الرفع‌ و المعني‌ وجب‌ قطعاً ‌أن‌ ‌لهم‌ النار و (‌لا‌) صلة ‌أو‌ ردٌّ لكلام‌ ‌من‌ ‌قال‌: ‌ما ذا ‌لهم‌! فقيل‌ وجب‌ ‌لهم‌ النار.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النحل‌ (16): الآيات‌ 110 ‌الي‌ 111]

ثُم‌َّ إِن‌َّ رَبَّك‌َ لِلَّذِين‌َ هاجَرُوا مِن‌ بَعدِ ما فُتِنُوا ثُم‌َّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِن‌َّ رَبَّك‌َ مِن‌ بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيم‌ٌ (110) يَوم‌َ تَأتِي‌ كُل‌ُّ نَفس‌ٍ تُجادِل‌ُ عَن‌ نَفسِها وَ تُوَفّي‌ كُل‌ُّ نَفس‌ٍ ما عَمِلَت‌ وَ هُم‌ لا يُظلَمُون‌َ (111)


[1] ‌في‌ 1: 63‌-‌ 67. و ‌في‌ 1: 90 ‌من‌ ‌هذا‌ الكتاب‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست