آيتان بلا خلاف.
يقول اللّه تعالي: مخبراً عن احوال الكفَّار بأنّا متي «بَدَّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ» بأن رفعنا آية و نسخناها، و أتينا بأخري بدلها، نعلم في ذلک من مصلحة الخلق، و قد يکون تبديلها برفع حكمها مع ثبوت تلاوتها [و قد يکون برفع تلاوتها دون حكمها][1] و قد يکون برفعهما. و التبديل- في اللغة- رفع الشيء مع وضع غيره مكانه، تقول: بدله تبديلًا و أبدله إبدالًا، و استبدل به استبدالًا. ثم قال:
«وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُنَزِّلُ» مما فيه صلاح الخلق من غيره. و قوله: «قالُوا إِنَّما أَنتَ مُفتَرٍ» معناه يقول هؤلاء الّذين جحدوا نبوتك و كفروا بآيات اللّه: إنما أنت يا محمّد مفترٍ كذاب في ادعائك الرسالة من اللّه. ثم أخبر عنهم، فقال: «بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ» انك نبي، لتركهم النظر في معجزاتك، و لشبه داخلة عليهم، و ان علمه بعضهم و كابر، و جحد ما يعلمه. ثم أمره بأن يقول لهم «نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ» يعني القرآن نزله جبريل (ع) «لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا» و تثبيته لهم هو استدعاؤه لهم به و بالطافه و معونته الي الثبات علي الإسلام و علي تصديق محمّد صلّي اللّه عليه و سلّم. ثم بيَّن أن القرآن هدي و دلالة و بشارة للمسلمين.
وَ لَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أَعجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)
آية بلا خلاف.