responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 398

نفسه‌، فكيف‌ يتولي‌ صرفه‌ عنهم‌.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌ان‌ ‌لهم‌ عنده‌ عذاباً أليماً موجعاً مؤلماً جزاء ‌علي‌ كفرهم‌ و معاصيهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النحل‌ (16): الآيات‌ 64 ‌الي‌ 65]

وَ ما أَنزَلنا عَلَيك‌َ الكِتاب‌َ إِلاّ لِتُبَيِّن‌َ لَهُم‌ُ الَّذِي‌ اختَلَفُوا فِيه‌ِ وَ هُدي‌ً وَ رَحمَةً لِقَوم‌ٍ يُؤمِنُون‌َ (64) وَ اللّه‌ُ أَنزَل‌َ مِن‌َ السَّماءِ ماءً فَأَحيا بِه‌ِ الأَرض‌َ بَعدَ مَوتِها إِن‌َّ فِي‌ ذلِك‌َ لَآيَةً لِقَوم‌ٍ يَسمَعُون‌َ (65)

آيتان‌ بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لنبيه‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ إنَّا «ما أَنزَلنا عَلَيك‌َ الكِتاب‌َ» يعني‌ القرآن‌ «‌إلا‌» و أردنا منك‌ ‌ان‌ تبين‌ «‌لهم‌» و تكشف‌ ‌لهم‌ «الَّذِي‌ اختَلَفُوا فِيه‌ِ» ‌من‌ دلالة التوحيد و العدل‌ و صدق‌ الرسل‌ و ‌ما أوجبت‌ ‌فيه‌ ‌من‌ الحلال‌ و الحرام‌ «وَ هُدي‌ً وَ رَحمَةً» اي‌ أنزلته‌ هدي‌ و دلالة ‌علي‌ الحق‌ لقوم‌ يؤمنون‌. «وَ هُدي‌ً وَ رَحمَةً» نصب‌ ‌علي‌ انه‌ مفعول‌ ‌له‌، و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ رفعا ‌علي‌ الابتداء، و انما اضافه‌ ‌الي‌ المؤمنين‌ خاصة لانتفاعهم‌ بذلك‌، و ‌ان‌ ‌کان‌ دليلا و حجة للجميع‌، ‌کما‌ ‌قال‌ ‌في‌ موضع‌ آخر «هدي‌ للمتقين‌»[1] و ‌قال‌ «إِنَّما أَنت‌َ مُنذِرُ مَن‌ يَخشاها»[2] و ‌ان‌ انذر ‌من‌ ‌لم‌ يخشاها.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌علي‌ وجه‌، مَن‌ّ نعمه‌ ‌علي‌ خلقه‌، ‌فقال‌ «و اللّه‌» المستحق‌ للعبادة ‌هو‌ ‌ألذي‌ «أَنزَل‌َ مِن‌َ السَّماءِ ماءً» يعني‌ غيثاً و مطراً «فأحيا ‌به‌» يعني‌ بذلك‌ الماء «الأَرض‌َ بَعدَ مَوتِها» اي‌ أحياها بالنبات‌ ‌بعد‌ جدوبها و قحطها، ففي‌ ‌ذلک‌ أعظم‌ دلالة و اجل‌ آية «لقوم‌ يسمعون‌» ‌ذلک‌ و يكفرون‌ ‌فيه‌ و يعتبرون‌ ‌به‌.


[1] ‌سورة‌ البقرة آية 2
[2] ‌سورة‌ النازعات‌ آية 45
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست