responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 387

ثلاث‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

قرأ حمزة و الكسائي‌ و خلف‌ «‌او‌ ‌لم‌ تروا» بالتاء، الباقون‌ بالياء.

‌من‌ قرأ بالتاء حمله‌ ‌علي‌ الجمع‌. و ‌من‌ قرأ بالياء، فعلي‌ ‌ما قبله‌، ‌من‌ ‌قوله‌ «أَن‌ يَخسِف‌َ اللّه‌ُ بِهِم‌ُ الأَرض‌َ أَو يَأتِيَهُم‌ُ ... أَو يَأخُذَهُم‌»، و ‌کان‌ النبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ و أصحابه‌ رأوا ‌ذلک‌ و تيقنوه‌، فلذلك‌ عدل‌ ‌عن‌ الخطاب‌.

و قرأ ابو عمرو و يعقوب‌ «تتفيؤا ظلاله‌» بالتاء. الباقون‌ بالياء، فمن‌ أنث‌ فلتأنيث‌ الظلال‌، لأنه‌ جمع‌ ظل‌، فكل‌ جمع‌ مخالف‌ الآدميين‌، فهو مؤنث‌ تقول‌: ‌هذه‌ الاقطار و ‌هذه‌ المساجد. و ‌من‌ ذكَّر، فلأن‌ الظلال‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ جمعاً، فهو ‌علي‌ لفظ الواحد مثل‌ (جدار)، لان‌ جمع‌ التكسير يوافق‌ الواحد.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لهؤلاء الكفار ‌الّذين‌ جحدوا وحدانيته‌، و كذبوا نبيه‌، ‌علي‌ وجه‌ التنبيه‌ ‌لهم‌ ‌علي‌ توحيده‌ «‌او‌ ‌لم‌ يروا» هؤلاء الكفار «إِلي‌ ما خَلَق‌َ اللّه‌ُ» ‌من‌ جسم‌ قائم‌، شجر ‌او‌ جبل‌ ‌او‌ غيره‌، فصير ظلاله‌ فيئاً اي‌ تدور ‌عليه‌ الشمس‌ ‌ثم‌ يرجع‌ ‌الي‌ ‌ما ‌کان‌ قبل‌ زوال‌ الشمس‌ عنه‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ (يتفيئو) يرجع‌ ‌من‌ موضع‌ ‌الي‌ موضع‌ و يتميل‌، يقال‌ ‌منه‌: فاء الظل‌ يفي‌ء فيئاً ‌إذا‌ رجع‌، و تفيَّأ يتفيَّؤ تفيؤاً بمعني‌ واحد.

و ‌قوله‌ «عَن‌ِ اليَمِين‌ِ وَ الشَّمائِل‌ِ» معناه‌ ‌في‌ أول‌ النهار و آخره‌-‌ ‌في‌ قول‌ قتادة و الضحاك‌ و ‌إبن‌ جريج‌-‌ يتقلص‌ الفي‌ء ‌عن‌ الجبل‌ ‌من‌ جهة اليمين‌ و ينقص‌ بالعشي‌ ‌من‌ جهة الشمال‌. و إنما ‌قال‌ ‌عن‌ اليمين‌-‌ ‌علي‌ التوحيد‌-‌ و الشمائل‌-‌ ‌علي‌ الجمع‌-‌ لأحد أمرين‌:

أحدهما‌-‌ انه‌ أراد باليمين‌ الأيمان‌، فهو متقابل‌ ‌في‌ المعني‌، و يتصرف‌ ‌في‌ اللفظ ‌علي‌ الإيجاز، ‌کما‌ ‌قال‌ الشاعر:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست