اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 384
هذا خطاب من اللّه تعالي لنبيه صلّي اللّه عليه و سلّم يقول له إنا لم نرسل من قبلك إلا رجالا أمثالك من البشر «نوحي اليهم» أي يوحي اللّه اليهم. و من قرأ بالنون، و هو حفص، أَراد نوحي نحن، إخبار منه تعالي. ثم قال اللّه لهم «فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ» صحة ما أخبرناكم به من أنّا أرسلنا رجالا قبلك و أوحينا اليهم. و قال إبن عباس و مجاهد: المعني بأهل الذكر أهل الكتاب و منهم من قال: المراد من آمن من اهل الكتاب، و منهم من قال: امر مشركي العرب ان يسألوا اهل الكتاب عن ذلک فإنهم لا يتهمونهم. و قال إبن زيد: يريد اهل القرآن لان الذكر هو القرآن. و قال الرماني و الازهري و الزجاج: المعني بذلك اهل العلم بأخبار من مضي من الأمم، سواء كانوا مؤمنين او كفاراً، و ما آتاهم من الرسل قال: و في ذلک دلالة علي انه يحسن ان يرد الخصم- إذا التبس عليه امر- الي أهل العلم بذلك الشيء ان کان من اهل العقول السليمة من آفة الشبه.
و الذكر ضد السهو و سمي العلم بذلك، لأنه منعقد بالعلم، و هو بمنزلة السبب المؤدي اليه في ذكر الدليل، و إذا تعلق هذا التعلق حسن ان يقع موقعه و ينبئ عن معناه.
و
روي جابر عن أبي جعفر (ع) انه قال: (نحن اهل الذكر).
و قوله «بِالبَيِّناتِ وَ الزُّبُرِ» العامل، لباء أحد أمرين: