responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 381

و ‌من‌ فتح‌ الياء، فلأنها الفاعل‌. و المراد بالآية التسلية للنبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌في‌ دعائه‌ لمن‌ ‌لا‌ يفلح‌ بالاجابة، لانهماكه‌ ‌في‌ الكفر، و ‌ان‌ ‌ذلک‌ ليس‌ تقصيراً ‌من‌ جهتك‌ بل‌ انه‌ ليس‌ ‌الي‌ فلاح‌ مثل‌ ‌هذا‌ سبيل‌.

و ‌قوله‌ «وَ ما لَهُم‌ مِن‌ ناصِرِين‌َ» معناه‌ ليس‌ ‌لهم‌ ناصر ينصرهم‌ و يخلصهم‌ ‌من‌ العقاب‌، و ‌ذلک‌ يبين‌ انه‌ ليس‌ المراد بالآية الضلال‌ ‌عن‌ الدين‌، و انما المراد ‌ما قلناه‌ ‌من‌ عدولهم‌ ‌عن‌ الثواب‌ ‌الي‌ العقاب‌.

و الحرص‌ طلب‌ الشي‌ء بجد و اجتهاد، تقول‌: حرص‌ يحرص‌ حرصاً، و حرص‌ يحرص‌ بكسر الراء ‌في‌ الماضي‌، و فتحها ‌في‌ المستقبل‌، و الاول‌ لغة أهل‌ الحجاز.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النحل‌ (16): الآيات‌ 38 ‌الي‌ 39]

وَ أَقسَمُوا بِاللّه‌ِ جَهدَ أَيمانِهِم‌ لا يَبعَث‌ُ اللّه‌ُ مَن‌ يَمُوت‌ُ بَلي‌ وَعداً عَلَيه‌ِ حَقًّا وَ لكِن‌َّ أَكثَرَ النّاس‌ِ لا يَعلَمُون‌َ (38) لِيُبَيِّن‌َ لَهُم‌ُ الَّذِي‌ يَختَلِفُون‌َ فِيه‌ِ وَ لِيَعلَم‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا أَنَّهُم‌ كانُوا كاذِبِين‌َ (39)

آيتان‌ بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ثم‌ ‌ان‌ هؤلاء الكفار حلفوا باللّه‌ ‌علي‌ قدر طاقتهم‌ و جهدهم‌ انه‌ ‌لا‌ يحشر اللّه‌ أحداً يوم القيامة، و ‌لا‌ يحييه‌ ‌بعد‌ موته‌. ‌ثم‌ كذبهم‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌ذلک‌، ‌فقال‌:

«بلي‌» يحشرهم‌ اللّه‌ و يبعثهم‌ «وعدا» وعدهم‌ ‌به‌، و ‌لا‌ يخلف‌ وعده‌.

و نصب‌ «وعداً» ‌علي‌ المصدر و التقدير وعد وعداً. و ‌قال‌ الفراء: تقديره‌ بلي‌ ليبعثهم‌ وعداً حقّاً، و ‌لو‌ رفع‌ ‌علي‌ معني‌ ‌ان‌ ‌ذلک‌ وعد ‌عليه‌ حق‌ ‌کان‌ صوابا و المعني‌ وعد وعداً ‌عليه‌ حقّاً ‌ذلک‌ الوعد ليس‌ ‌له‌ خلف‌ «وَ لكِن‌َّ أَكثَرَ النّاس‌ِ لا يَعلَمُون‌َ» صحة ‌ذلک‌ لكفرهم‌ باللّه‌ و جحدهم‌ أنبياءه‌.

و ‌قوله‌ «لِيُبَيِّن‌َ لَهُم‌ُ الَّذِي‌ يَختَلِفُون‌َ فِيه‌ِ» ‌في‌ دار الدنيا، لأنه‌ يخلق‌ فيهم‌ العلم‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست