responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 371

يستسرون‌ ‌به‌ و يخفونه‌، و ‌ان‌ ‌الّذين‌ يدعون‌ ‌من‌ دون‌ اللّه‌ ‌من‌ الأصنام‌ ‌لا‌ يخلقون‌ شيئاً، فضلًا ‌عن‌ ‌ان‌ يخلقوا ‌ما يستحق‌ ‌به‌ العبادة، و ‌هم‌ ‌مع‌ ‌ذلک‌ مخلوقون‌ مربوبون‌، و ‌هم‌ ‌مع‌ ‌ذلک‌ أموات‌ ‌غير‌ احياء، و انما ‌قال‌ أموات‌ ‌غير‌ احياء، لأنها ‌في‌ حكم‌ الأموات‌ ‌في‌ انها ‌لا‌ تعقل‌ شيئاً. و ‌قيل‌ ‌غير‌ أحياء ‌علي‌ وجه‌ التأكيد ‌بما‌ صارت‌ ‌به‌، كالأموات‌، لأنه‌ ‌قد‌ يقال‌ للحي‌ّ ‌هو‌ كالميت‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ بعيداً ‌من‌ ‌ان‌ يعلم‌. و (أموات‌) رفع‌ بأنه‌ خبر ابتداء، و التقدير هن‌ أموات‌ ‌غير‌ احياء، و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ خبراً ‌عن‌ (‌الّذين‌) و التقدير و ‌الّذين‌ يدعون‌ أموات‌.

و ‌قوله‌ «وَ ما يَشعُرُون‌َ أَيّان‌َ يُبعَثُون‌َ» اي‌ ‌هم‌ ‌لا‌ يعلمون‌ اي‌ وقت‌ يحشرهم‌ اللّه‌ للجزاء و الحساب‌، بل‌ ‌ذلک‌ ‌لا‌ يعلمه‌ الا اللّه‌ ‌تعالي‌، و معني‌ (أيان‌) متي‌ و (متي‌) أوضح‌، لأنه‌ اغلب‌ ‌في‌ الاستعمال‌ فلذلك‌ فسر ‌به‌ (أيان‌) و ‌هو‌ سؤال‌ ‌عن‌ الزمان‌ ‌کما‌ ‌ان‌ (‌اينکه‌) سؤال‌ ‌عن‌ المكان‌ و ‌قال‌ الفراء: معناه‌ ‌هي‌ أموات‌ فكيف‌ يشعرون‌ متي‌ تبعث‌ يعني‌ الأصنام‌. ‌قال‌ و يقال‌ للكفار أيضاً و ‌ما يشعرون‌ أيان‌ يبعثون‌، و (إيان‌) بكسر الهمزة لغة سليم‌ قرأها ‌أبو‌ ‌عبد‌ الرحمن‌ السلمي‌.

‌قوله‌: ‌تعالي‌ [‌سورة‌ النحل‌ (16): الآيات‌ 22 ‌الي‌ 23]

إِلهُكُم‌ إِله‌ٌ واحِدٌ فَالَّذِين‌َ لا يُؤمِنُون‌َ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم‌ مُنكِرَةٌ وَ هُم‌ مُستَكبِرُون‌َ (22) لا جَرَم‌َ أَن‌َّ اللّه‌َ يَعلَم‌ُ ما يُسِرُّون‌َ وَ ما يُعلِنُون‌َ إِنَّه‌ُ لا يُحِب‌ُّ المُستَكبِرِين‌َ (23)

آيتان‌ بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لعباده‌ ‌ان‌ «إلهكم‌» ‌ألذي‌ يستحق‌ العبادة «إله‌ واحد» لأنه‌ ‌لا‌ يقدر ‌علي‌ ‌ما يستحق‌ ‌به‌ العبادة ‌من‌ أصول‌ النعم‌ سواه‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ ‌ان‌ ‌الّذين‌ ‌لا‌ يصدقون‌ بالآخرة و بالبعث‌ و النشور و الثواب‌ و العقاب‌، تجحد قلوبهم‌ و تنكر ‌ما ذكرناه‌، و ‌هم‌ ‌مع‌ ‌ذلک‌ «يستكبرون‌» اي‌ يمتنعون‌ ‌من‌ قبول‌ الحق‌ ألفة ‌من‌ أهله‌.

و (الاستكبار) طلب‌ الترفع‌ بترك‌ الإذعان‌ للحق‌ ‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ «‌لا‌ جرم‌» اي‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست