responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 350

كبكاء الحمام‌ ‌علي‌ فروع‌ الاي        ‌-‌ ك‌ ‌في‌ الطير الجرائح‌

و ‌قيل‌ الايكة الغيضة و اصحاب‌ الايكة ‌هم‌ أهل‌ الشجر ‌الّذين‌ أرسل‌ اليهم‌ شعيب‌ (ع‌) و أرسل‌ ‌الي‌ اهل‌ مدين‌، فأهلكوا بالصيحة، و اصحاب‌ الايكة فأهلكوا بالظلة ‌الّتي‌ احترقوا بنارها. ‌في‌ قول‌ قتادة، فأخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ أهلك‌ اصحاب‌ الأيكة بظلمهم‌ و عتوهم‌ و كفرهم‌ بآيات‌ اللّه‌ و جحدهم‌ نبوة نبيه‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ خالويه‌: الأيكة أسم‌ القرية، و الايكة أسم‌ البلد، ‌کما‌ ‌ان‌ مكة اسم‌ البلد، و مكة اسم‌ البيت‌. و ‌لم‌ يصرفوا الأيكة للتعريف‌ و التأنيث‌، و يجوز ‌ان‌ يكونوا تركوا صرفه‌، لأنه‌ معدول‌ ‌عن‌ الالف‌ و اللام‌، ‌کما‌ ‌ان‌ شجر معدول‌ ‌عن‌ الشجر، فلذلك‌ ‌لم‌ يصرفوه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الحجر (15): الآيات‌ 79 ‌الي‌ 84]

فَانتَقَمنا مِنهُم‌ وَ إِنَّهُما لَبِإِمام‌ٍ مُبِين‌ٍ (79) وَ لَقَد كَذَّب‌َ أَصحاب‌ُ الحِجرِ المُرسَلِين‌َ (80) وَ آتَيناهُم‌ آياتِنا فَكانُوا عَنها مُعرِضِين‌َ (81) وَ كانُوا يَنحِتُون‌َ مِن‌َ الجِبال‌ِ بُيُوتاً آمِنِين‌َ (82) فَأَخَذَتهُم‌ُ الصَّيحَةُ مُصبِحِين‌َ (83)

فَما أَغني‌ عَنهُم‌ ما كانُوا يَكسِبُون‌َ (84)

ست‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

‌لما‌ اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ اصحاب‌ الايكة أنهم‌ كذبوا رسل‌ اللّه‌، اخبر بأنه‌ انتقم‌ منهم‌ بأن‌ اهلكهم‌ و دمر ‌عليهم‌. و فرق‌ الرماني‌ ‌بين‌ الانتقام‌ و العقاب‌، ‌فقال‌:

الانتقام‌ نقيض‌ الانعام‌، و العقاب‌ نقيض‌ الثواب‌، فالعقاب‌ مضمن‌ بأنه‌ ‌علي‌ المعصية، و الانتقام‌ مطلق‌، و ‌هو‌-‌ هاهنا‌-‌ ‌علي‌ المعاصي‌، لان‌ الإطلاق‌ يصلح‌ ‌فيه‌ التقييد: بحذف‌ الاضافة.

و ‌قوله‌ «وَ إِنَّهُما» يعني‌ قريتي‌ قوم‌ لوط، و اصحاب‌ الايكة، لبطريق‌ يؤم‌ و يتبع‌ و يهتدي‌ ‌به‌-‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و الضحاك‌ و الحسن‌-‌ و ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست